بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على خير خلقه محمد و اله الطاهرين و اللعنة الدائمة على اعدائهم اجمعين.
ان الثابت من الدين انه لا عبرة بالظن و انه لا بد من العلم و لا يكون علم الا باصابة السنة فقد قال الله تعالى (وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا )
و قال تعالى (وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا )
و قال تعالى (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ )
و قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا قول إلا بعمل، ولا قول وعمل إلا بنية، ولا قول وعمل ونية إلا بإصابة السنة.
و قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من صارت شرة عبادته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن خالف سنتي فقد ضل.
قال رسول الله صلى الله عليه و اله : اتقوا الحديث عني إلا ما علمتم .
و قال الامام الباقر عليه السلام ( ما علمتم فقولوا، وما لم تعلموا فقولوا: الله أعلم.
وقال الامام الصادق عليه السلام (ليس شئ إلا في الكتاب والسنة.
و قال ابو الحسن الماضي عليه السلام : كل شئ نقوله في كتاب الله وسنته.
قال الامام ابي الحسن الثالث ( ما علمتم أنه قولنا فالزموه وما لم تعلموا فردوه إلينا.
اقول:فهذا هو الثابت من الدين بانه لا حق الا باصابة السنة و انه لا بد من العلم بها و لا عبرة بالظن. و لقد وضع الله تعالى و نبيه صلى الله عليه و اله و اهل بيته عليهم السلام اصولا لبلوغ العلم في الدين قال تعالى : (وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ )
و قال تعالى (وَآَمِنُوا بِمَا أَنْزَلْتُ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَكُمْ )
وقال تعالى (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آَمِنُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا نُؤْمِنُ بِمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ )
و قال تعالى (نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ )
و قال تعالى (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً ) و قال تعالى (وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ)
وقال تعالى قال تعالى ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا )
و قال امير المؤمنين عليه السلام :الوقوف عند الشبهة خير من الاقتحام في الهلكة، وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه، إن على كل حق حقيقة، وعلى كل صواب نورا، فما وافق كتاب الله فخذوا به وما خالف كتاب الله فدعوه.
و لقد جاءت السنة بتفسير التصديق و تبيين السبيل للعلم بالمصدق من معارف باصلين كبيرين:
اولا: وجوب العمل بالرواية اذا تحقق العلم بمضمونها وهي ان تكون موافقة للثابت من المعارف الحقة التي في القران و السنة. قال رسول الله صلى الله عليه و اله (فما جاءكم عني من حديث وافق كتاب الله فهو حديثي ) وعنهم عليهم السلام ( فلما وجدنا ذلك موافقا لكتاب الله ووجدنا كتاب الله موافقا لهذه الأخبار وعليها دليلا كان الاقتداء بهذه الأخبار فرضا) و وقالوا عليهم السلام (فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة) و قالوا عليهم السلام (لا تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة) و قالوا عليهم السلام ( إذا ورد عليكم حديث فوجدتموه له شاهد من كتاب الله أو من قول رسول الله صلى الله عليه واله، وإلا فالذي جاءكم به أولى.
ثانيا: وجوب التوقف في الرواية التي لا يعلم حال مضمونها من جهة الموافقة او المخالفة للمعارف الحقة الثابتة. قالوا عليهم السلام ( انظروا أمرنا وما جاءكم عنا، فإن وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به، وإن لم تجدوه موافقا فردوه، وإن اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده، و قالوا عليهم السلام (وإذا جاءكم عنا حديث فوجدتم عليه شاهدا أو شاهدين من كتاب الله فخذوا به، وإلا فقفوا عنده، ثم ردوه إلينا) و قالوا عليهم السلام (الامور ثلاثه: أمر بين رشده فيتبع، وأمر بين غيبه فيجتنب، وأمر مشكل يرد حكمه إلى الله عز وجل وإلى رسوله صلى الله عليه واله ) و قالوا عليهم السلام (لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون إلا الكف عنه، والتثبت فيه، والرد إلى أئمة المسلمين ) و قالوا عليهم السلام ( إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا، وإذا جاءكم ما لا تعلمون فها - ووضع يده على فمه - فقلت: ولم ذاك ؟ قال: لأن رسول الله صلى الله عليه واله أتى الناس بما اكتفوا به على عهده وما يحتاجون إليه من بعده إلى يوم القيامة.)
موقع " أصحاب الحديث" هو سعي نحو معارف دينية قرانية و حديثية مصدقة حقة عليها نور و حقيقة مأخوذة من القران والسنة بعلم بعيدة عن الظن و الله المسدد.
محبّ الدين الحلي
محب الدين الموسوي الحلي رجل دين شيعي من العراق من مدينة الحلة، ولد في (29 ذو الحجة 1392) . دخل درس البحث الخارج سنة 1426 في النجف الاشرف و مستمر فيه الى الان . و بدأ بالتأليف عام 1432 له كتاب ( المعتبر من احاديث الكافي ) حسب المنهج السندي و كتب اخرى. .في عام 1435 تخلى عن المنهج السندي و بدأ بتحصيل المعارف من القران و السنة حسب منهج عرض المعارف على الثابت المعلوم من القران و السنة و عدم الاخذ بما يخالفها وهو المنهج المحفوظ عن اهل البيت عليهم السلام.