محب الدين الموسوي الحلي
باب منهج العرض هو المنهج المعتمد في دراية الحديث
ج: عن ابي جعفر الثاني عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة
الوداع " قد كثرت علي الكذابة، وستكثر، فمن كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من
النار، فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله وسنتي، فما وافق كتاب الله وسنتي
فخذوا به، وما خالف كتاب الله وسنتي فلاتأخذوا به " اقول هذا الحديث يبين ان
منهج العرض هو المنهج لتبين المكذوب من غيره من الاحاديث.
السكوني، عن جعفر، عن أبيه، عن علي صلوات الله عليهم قال الوقوف عند الشبهة
خير من الاقتحام في الهلكة، وتركك حديثا لم تروه خير من روايتك حديثا لم تحصه، إن
على كل حق حقيقة، وعلى كل صواب نورا، فما وافق كتاب الله فخذوا به وما خالف كتاب
الله فدعوه. اقول هذا الحديث دليل على ان منهج العرض من الدراية.
باب : تنزيل الموافق منزلةمعلوم الصدور.
عن الهشامين جميعا وغيرهما قال: خطب النبي صلى الله عليه
واله بمنى فقال: أيها الناس ما جاءكم عني فوافق كتاب الله فأنا قلته، وما جاءكم
يخالف القرآن فلم أقله.
علي بن أيوب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول
الله صلى الله عليه واله: إذا حدثتم عني بالحديث فانحلوني أهنأه وأسهله وأرشده،
فإن وافق كتاب الله فأنا قلته، وإن لم يوافق كتاب الله فلم أقله.
عن هشام بن الحكم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه واله - في خطبة بمنى أو مكة -: يا أيها الناس ما جاءكم
عني يوافق القرآن فأنا قلته، وما جاءكم عني لا يوافق القرآن فلم أقله.
ابن علوان، عن جعفر، عن أبيه عليهما السلام قال:
قرأت في كتاب لعلي عليه السلام أن رسول الله صلى الله عليه واله قال: إنه سيكذب
علي كما كذب على من كان قبلي فما جاءكم عني من حديث وافق كتاب الله فهو حديثي،
وأما ما خالف كتاب الله فليس من حديثي.
باب : وجوب ردّ ما خالف القران وانه زخرف باطل.
عن أيوب بن الحر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام
يقول: كل شئ مردود إلى كتاب الله والسنة، وكل حديث لا يوافق كتاب الله فهو زخرف.
عن كليب بن معاوية، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ما
أتاكم عنا من حديث لا يصدقه كتاب الله فهو باطل.
قال يونس : حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا
عبد الله عليه السلام يقول: لا تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافق القرآن والسنة أو
تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة، فإن المغيرة بن سعيد لعنه الله دس في كتب
أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي، فاتقو الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا
تعالى وسنة نبينا محمد صلى الله عليه واله، فإنا إذا حدثنا قلنا: قال الله عز وجل،
وقال رسول الله صلى الله عليه واله.
عن سدير قال: قال أبو جعفر وأبو عبد الله عليهما السلام:
لا تصدق علينا إلا بما يوافق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه واله.
عن ابن أبي يعفور عن ابي عبد الله عليه السلام :
إذا ورد عليكم حديث فوجدتموه له شاهد من كتاب الله أو من قول رسول الله صلى الله
عليه واله، وإلا فالذي جاءكم به أولى.
يونس عن
الرضا عليه السلام قال : لا تقبلوا علينا خلاف
القرآن فإنا إن تحدثنا حدثنا بموافقة القرآن وموافقة السنة.
عن الحسن بن
الجهم، عن العبد الصالح عليه السلام قال: إذا كان جاءك الحديثان المختلفان فقسهما
على كتاب الله وعلى أحاديثنا فإن أشبههما فهو حق وإن لم يشبههما فهو باطل.
باب : النص بعدم اعتبار حال الراوي
عن محمد بن مسلم
قال: قال أبو عبد الله عليه السلام يا محمد ما جاءك في رواية من بر أو فاجر يوافق
القرآن فخذ به، وما جاءك في رواية من بر أو فاجر يخالف القرآن فلا تأخذ به. اقول
هذا الرواية نص في عدم اعتبار حال الرواي وهو مفاد الاطلاقات.
باب : وجوب التوقف عند عدم
تبين حال الحديث
في الأربعمائة: قال أمير المؤمنين عليه السلام:
إذا سمعتم من حديثنا ما لا تعرفون فردوه إلينا وقفوا عنده، وسلموا حتى يتبين لكم
الحق، ولا تكونوا مذاييع عجلي.
و عن
الميثمي عن الرضا عليه السلام وما لم تجدوه في شئ من هذه الوجوه فردوا إلينا علمه
فنحن أولى بذلك، ولا تقولوا فيه بآرائكم، وعليكم بالكف والتثبت والوقوف وأنتم
طالبون باحثون حتى يأتيكم البيان من عندنا.
محمد بن عيسى
قال: أقرأني داود بن فرقد الفارسي كتابه إلى أبي الحسن الثالث عليه السلام و فيه :
ما علمتم أنه قولنا فالزموه وما لم تعلموا فردوه إلينا.
و عن ابان بن ابي عياش ان علي بن الحسين عليهما السلام : فإن
وضح لك أمر فأقبله، وإلا فاسكت تسلم، ورد علمه إلى الله فإنك في أوسع مما
بين السماء والأرض.
اقول فاذا لم
يتبين حال الحديث بمنهج العرض فانه يكون مما لا يعرف فيشمله التوقف وهذا مصدق بعمومات
التوقف عند الشبهة وهو منها.
باب : الطريقة العملية لمنهج العرض
النهج: قال امير المؤمنين عليه السلام في عهده للاشتر : فالرد
إلى الله الاخذ بمحكم كتابه والرد إلى الرسول الاخذ بسنته الجامعة غير
المتفرقة.
عن ابن أبي يعفور عن ابي عبد الله عليه السلام : إذا ورد
عليكم حديث فوجدتموه له شاهد من كتاب الله أو من قول رسول الله صلى الله عليه
واله، وإلا فالذي جاءكم به أولى.
يونس عن
الرضا عليه السلام قال : إن مع كل قول منا
حقيقة وعليه نور، فما لا حقيقة معه ولا نور عليه فذلك قول الشيطان.
هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد
الله عليه السلام يقول: لا تقبلوا علينا حديثا إلا ما وافق القرآن والسنة أو تجدون
معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة.
ابن بكير عن
رجل عن ابي جعفر عليه السلام إذا جاءكم عنا حديث فوجدتم عليه شاهدا أو شاهدين من
كتاب الله فخذوا به، وإلا فقفوا عنده، ثم ردوه إلينا، حتى يستبين لكم.
عن الحسن بن
جهم عن الرضا عليه السلام أنه قال: قلت للرضا عليه السلام: تجيئنا الأحاديث عنكم
مختلفة قال: ما جاءك عنا فقسه على كتاب الله عز وجل و أحاديثنا فإن كان يشبههما
فهو منا وإن لم يشبههما فليس منا،
محمد بن أحمد
بن محمد بن زياد، وموسى بن محمد بن علي بن موسى عن
الحسن عليه السلام في جواب: ما علمتم أنه قولنا فالزموه وما لم تعلموه فردوه
إلينا.
عن ابن عبد الحميد، عن أبي إبراهيم عليه السلام قال: قال
رسول الله صلى الله عليه واله: ألا هل عسى رجل يكذبني وهو على حشاياه متكئ ؟
قالوا: يا رسول الله ومن الذي يكذبك ؟ قال: الذي يبلغه الحديث فيقول: ما قال هذا
رسول الله قط. فما جاءكم عني من حديث موافق للحق فأنا قلته وما أتاكم عني من حديث
لا يوافق الحق فلم أقله، ولن أقول إلا الحق. اقول اي الحق من القران و السنة.
قال
يونس : حدثني هشام بن الحكم أنه سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا تقبلوا
علينا حديثا إلا ما وافق القرآن والسنة أو تجدون معه شاهدا من أحاديثنا المتقدمة،
فإن المغيرة بن سعيد لعنه الله دس في كتب أصحاب أبي أحاديث لم يحدث بها أبي، فاتقو
الله ولا تقبلوا علينا ما خالف قول ربنا تعالى وسنة نبينا محمد صلى الله عليه
واله، فإنا إذا حدثنا قلنا: قال الله عز وجل، وقال رسول الله صلى الله عليه واله.
باب تطبيق اهل البيت لمنهج العرض
عن صفوان قال قال أبو قرة: للامام الرضا عليه السلام إنا روينا أن الله قسم الرؤية
والكلام بين نبيين، فقسم لموسى الكلام، ولمحمد (صلى الله عليه وآله) الرؤية، فقال
أبو الحسن (عليه السلام): فمن المبلغ عن الله إلى الثقلين من الجن والانس: إنه لا
تدركه الابصار، ولا يحيطون به علما، وليس كمثله شئ ؟ أليس محمد ؟ قال: بلى، قال
أبو الحسن (عليه السلام): فكيف يجئ رجل إلى الخلق جميعا فيخبرهم أنه جاء من عند
الله، وأنه يدعوهم إلى الله بأمر الله ويقول: إنه لا تدركه الابصار، ولا يحيطون به
علما، وليس كمثله شئ، ثم يقول: أنا رأيته بعيني، وأحطت به علما، وهو على صورة
البشر ؟ أما تستحيون ؟ ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا أن يكون أتى عن الله بأمر
ثم يأتي بخلافه من وجه آخر ! فقال أبو قرة: فإنه يقول: (ولقد رآه نزلة اخرى) فقال
أبو الحسن (عليه السلام): إن بعد هذه الآية ما يدل على ما رأى حيث يقول: (ما كذب
الفؤاد ما رأى) يقول: ما كذب فؤاد محمد (صلى الله عليه وآله) ما رأت عيناه، ثم
أخبر بما رأت عيناه فقال: (لقد رأى من آيات ربه الكبرى) فآيات الله غير الله.
وقال: (ولا يحيطون به علما) فإذا رأته الابصار فقد أحاطت به العلم ووقعت المعرفة،
فقال أبو قرة فتكذب بالرواية ؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام): إذا كانت الرواية مخالفة للقرآن كذبتها.
الاحتجاج : قال يحيى بن أكثم لابي جعفر الجواد عليه السلام :
ما تقول يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله في الخبر الذي روي أنه نزل جبرئيل
عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وقال يا محمد: إن الله عزوجل يقرئك
السلام ويقول لك: سل أبا بكر هل هو عني راض فاني عنه راض. فقال أبو جعفر: لست
بمنكر فضل أبي بكر، ولكن يجب على صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله
رسول الله صلى الله عليه وآله في حجة الوداع " قد كثرت علي الكذابة، وستكثر،
فمن كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار، فإذا أتاكم الحديث فاعرضوه على كتاب
الله وسنتي، فما وافق كتاب الله وسنتي فخذوا به، وما خالف كتاب الله وسنتي فلاتأ
خذوا به " وليس يوافق هذا الخبر كتاب الله قال الله تعالى " ولقد خلقنا
الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد " فالله عزوجل
خفي عليه رضا أبي بكر من سخطه حتى سأل من مكنون سره ؟ هذا مستحيل في العقول. ثم
قال يحيى بن أكثم: وقد روي أن مثل أبي بكر وعمر في الارض كمثل جبرئيل وميكائيل في
السماء، فقال: وهذا أيضا يجب أن ينظر فيه لان جبرئيل وميكائيل ملكان مقربان لم
يعصيا الله قط ولم يفارقا طاعته لحظة واحدة، وهما قد أشركا بالله عزوجل وإن أسلما
بعد الشرك، وكان أكثر أيامهما في الشرك بالله فمحال أن يشبههما بهما. قال يحيى:
وقد روي أيضا أنهما سيدا كهول أهل الجنة، فما تقول فيه ؟ فقال عليه السلام: وهذا
الخبر محال أيضا لان أهل الجنة كلهم يكونون شبابا، ولا يكون
فيهم كهل، وهذا الخبر وضعه بنو امية لمضادة الخبر الذي قال رسول الله
صلى الله عليه وآله في الحسن والحسين بأنهما سيدا شباب أهل الجنة.
أقول و روايات عرضهم عليهم السلام الاخبار على الكتاب كثيرة
أقول و روايات عرضهم عليهم السلام الاخبار على الكتاب كثيرة
مناقشات
- قد يقال ان تبين حال الراوي مصدق بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا) و فيه اولا انه لا اطلاق له بخصوص اخبار الشريعة و التي خرجت بالمعارف القطعية عن مثل ذلك النبأ و التي يصدق بعضها بعضا، كما ان الفاسق بالقران هو المتمرد غير المؤمن وهو ظاهر تفسيرهم عنهم عليهم السلام وهو غير الراوي الضعيف، كما ان السنة هي في تصديق المؤمنين قال تعالى (وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ) و عليها اوامر تصديق المؤمن، و هذا كله مصدق باخوة الاسلام و ولاية المؤمنين .
- قد يقال انه قد ورد الترجيح بالرواية الافقه و الاعدل بل و تقديمه على العرض و فيه انها من المتشابه المخالف لما تقدم الثابت المصدق مع ان بعضها غير ظاهر في ذلك كما عن زرارة بن أعين قال: سألت الباقر عليه السلام فقلت: جعلت فداك يأتي عنكم الخبران أو الحديثان المتعارضان فبأيهما آخذ ؟ فقال عليه السلام: يا زرارة خذ بما اشتهر بين أصحابك ودع الشاذ النادر. فقلت: يا سيدي، إنهما معا مشهوران مرويان مأثوران عنكم، فقال عليه السلام: خذ بقول أعدلهما عندك وأوثقهما في نفسك. فقلت إنهما معا عدلان مرضيان موثقان فقال انظر إلى ما وافق منهما مذهب العامة فاتركه و خذ بما خالفهم فإن الحق فيما خالفهم فقلت ربما كانا معا موافقين لهم أو مخالفين فكيف أصنع فقال إذن فخذ بما فيه الحائطة لدينك و اترك ما خالف الاحتياط فقلت إنهما معا موافقين للاحتياط أو مخالفين له فكيف أصنع فقال عليه السلام إذن فتخير أحدهما فتأخذ به و تدع الآخر و في رواية أنه عليه السلام قال إذن فأرجه حتى تلقى إمامك فتسأله ). اقول وهذه الرواية اصلا لم تتعرض للعرض فتحمل على ان كل ذلك بعد العرض و عدم المخالفة. و اما ما عن عمر بن حنظلة قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث ... فقلت : قلت: فان كان كل واحد منهما اختار رجلا من أصحابنا فرضيا أن يكونا الناظرين في حقهما، فاختلفا فيما حكما فان الحكمين اختلفا في حديثكم ؟ قال: إن الحكم ما حكم به أعدلهما وأفقههما وأصدقهما في الحديث وأورعهما، ولا يلتفت إلى ما يحكم به الاخر، قلت: فانهما عدلان مرضيان عرفا بذلك لا يفضل أحدهما صاحبه قال: ينظر إلى ما كان من روايتهما عنا في ذلك الذي حكما المجمع عليه بين أصحابك فيؤخذ به من حكمهما، ويترك الشاذ الذي ليس بمشهور عند أصحابك ، فان المجمع عليه لا ريب فيه، فانما الامور ثلاثة: أمر بين رشده فيتبع، وأمر بين غية فيجتنب، وأمر مشكل يرد حكمه إلى الله عزوجل وإلى رسوله صلى الله عليه وآله، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: حلال بين، وحرام بين، وشبهات تترد بين ذلك، فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات ومن أخذ بالشبهات ارتكب المحرمات وهلك من حيث لا يعلم، قلت: فان كان الخبران عنكما مشهورين قد رواهما الثقات عنكم قال: ينظر ما وافق حكمه حكم الكتاب و السنة وخالف العامة فيؤخذ به، ويترك ما خالف حكمه حكم الكتاب والسنة و وافق العامة، قلت: جعلت فداك أرأيت إن كان الفقيهان عرفا حكمه من الكتاب والسنة ثم وجدنا أحد الخبرين يوافق العامة والاخر يخالف بأيهما نأخذ من الخبرين ؟ قال: ينظر إلى ماهم إليه يميلون فان ما خالف العامة ففيه الرشاد، قلت: جعلت فداك فان وافقهم الخبران جميعا قال: انظروا إلى ما يميل إليه حكامهم و قضاتهم فاتركوه جانبا وخذوا بغيره، قلت: فان وافق حكامهم الخبرين جميعا ؟ قال: إذا كان كذلك فارجه وقف عنده حتى تلقي إمامك فان الوقوف عند الشبهات خير من الاقتحام في الهلكات، والله المرشد . ) فهي في الحكم و تأخير العرض عن باقي المرجحات خلاف الثابت كما ان الاختلاف في ترتيب المرجحات و الاختلاف في الكيفية كله لا يورث الاطمئنان.
- قيل ان سلوك العقلاء في تمييز حال الراوي و فيه منع و المنع اوضح في ما له دستور يرد اليه حيث ان ما لها مدخلية في تقييم الخبر عند العقلاء في الانظمة القانونية الدستورية واضحة المعالم هو مدى مقبولية مضمونه وموافقته للمعارف الثباتة و الشرع نظام واضح المعالم فيه معارف ثابتة قطعية لا يصح مخالفتها و يرد اليها و يكون المخالف لها غير معمول به. فمنهج العرض هو الموافق لسيرة العقلاء في الانظمة الدستورية كالشرع.
- قد يقال ان الاستدلال بهذه الاحاديث قبل بيان حال السند هو من الاستدلال بالشيء على نفسه، اذ لا بد اولا من اثبات حجيتها من دليل خارج و فيه ان هذه الاحاديث مستفيضة بل متوترة معنى كما ان مضمون العرض على القران و السنة متفق عليه بل مسلم عند الكل، هذا و ان فيها ما هو معتبر بالمصطلح واضح الدلالة في المطلوب.
- قد يقال ان ردّ ما خالف القران مخالف لروايات عدم جواز التكذيب كما عن أبي بصير، عن أبي جعفر أو عن أبي عبد الله عليهما السلام قال: لا تكذبوا بحديث آتاكم أحد: فإنكم لا تدرون لعله من الحق فتكذبوا الله فوق عرشه. و عن علي السائي عن أبي الحسن عليه السلام : لا تقل لما بلغك عنا أو نسب إلينا: هذا باطل وإن كنت تعرف خلافه، فإنك لا تدري لم قلنا وعلى أي وجه وصفة ؟ و عن عن أبي بصير، عن أحدهما عليهما السلام قال: لا تكذبوا بحديث آتاكم مرجئي ولا قدري ولا خارجي نسبه إلينا فإنكم لا تدرون لعله شئ من الحق فتكذبوا الله عز وجل فوق عرشه. بل ورد انه كفر كما عن عبد الغفار الجازي، قال: حدثني من سأله - يعني الصادق عليه السلام - هل يكون كفر لا يبلغ الشرك ؟ قال: إن الكفر هو الشرك، ثم قام فدخل المسجد فالتفت إلي، وقال: نعم، الرجل يحمل الحديث إلى صاحبه فلا يعرفه فيرده عليه فهى نعمة كفرها ولم يبلغ الشرك. و فيه ان روايات الرد هي في ردّ و عدم قبول ما خالف القران و السنة و ليس التكذيب الا مع حصول القطع بعدم الصدور وهو ما لا احتمال بصدوره كما عن صفوان بن يحيى قال أبو الحسن (عليه السلام) لابي قرة كيف يجئ رجل إلى الخلق جميعا فيخبرهم أنه جاء من عند الله، وأنه يدعوهم إلى الله بأمر الله ويقول: إنه لا تدركه الابصار، ولا يحيطون به علما، وليس كمثله شئ، ثم يقول: أنا رأيته بعيني، وأحطت به علما، وهو على صورة البشر ؟ أما تستحيون ؟ ما قدرت الزنادقة أن ترميه بهذا أن يكون أتى عن الله بأمر ثم يأتي بخلافه من وجه آخر ! - الى ان قال- فقال أبو قرة فتكذب بالرواية ؟ فقال أبو الحسن (عليه السلام): إذا كانت الرواية مخالفة للقرآن كذبتها، وما أجمع المسلمون عليه أنه لا يحاط به علما، ولا تدركه الابصار، وليس كمثله شئ. و بهذا فالاخبار المردودة قسمان قسم يرد من دون تكذيب وهو ما يكون فيه احتمال و قسم يرد مع تكذيب وهو ما لا احتمال فيه وهو ظاهر رواية سفيان بن السمط، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: جعلت فداك إن الرجل ليأتينا من قبلك فيخبرنا عنك بالعظيم من الأمر فيضيق بذلك صدورنا حتى نكذبه، قال: فقال أبو عبد الله عليه السلام: أليس عني يحدثكم ؟ قال: قلت: بلى. قال: فيقول لليل: إنه نهار، وللنهار: إنه ليل ؟ قال: فقلت له: لا. قال: فقال: رده إلينا فإنك إن كذبت فإنما تكذبنا. و في ( يقول لك: إني قلت لليل: إنه نهار، أو للنهار: إنه ليل ؟ قال: لا. قال: فإن قال لك هذا إني قلته فلا تكذب به، فإنك إنما تكذبني.) و معنى قوله (عليه السلام) ( فان قال لك هذا اني قلته) يحمل على الرواية الاولى اي ما يكون فيه احتمال.
- قد يقال انه قد يكون حديث ليس له شاهد او معارض من القران و السنة او احاديثهم و فيه – انه و ان كان هذا فرضا نادرا الا انه في هذه الحالة يجب التوقف حتى يتبين كما مرّ و لا يقال انه يصح العمل من باب التسليم و المصدق بحديث ( من بلغه شيء من الثواب) فان هذا معارض بالمصدق الثابت وهو ان العمل يكون بما يعلم وهذا ليس مما يعلم، و اما التسليم فهو فرع التبيّن و كذا حديث( من بلغه )فهو حكم ظاهري و تنزيلي لما يعمل . و من هنا يظهر ما في جعله مستندا للعمل بالمستحب و ان لم يتبين حاله.
- قد يقال انه قد ورد الفاظ ( الصادق) و (الثقة) في الروايات و فيه ان الاصل في الصادق الذي يؤخذ منه هو ارادة الامام عليه السلام و اما الثقة فتحمل على الثقة في دينه و اعتقاده بمعنى اخيك و اخوانك و ليست في الاصل في الاخبار والرواية بل هذا هو ظاهر جلّها.