ان اقحكام التحليلات العقلية و
التداعيات اللغوية و القياسات المنطقية في الدين خطر ليس فقط لانه يجر الى الظن و
الرأي و انما لانه يحدث الارباك و التشويش.
منها مثلا تقسيم المعارف الى ضروري الدين و ضروري المذهب.
- وهذا
الاقحام و هذه المصطلحات الغريبة طالت الامامة في الدين و اصبحت توصف بكونها ضرورة
دينية او مذهبية و ما يترتب عليها و هذا كله لا اساس له و الاصل و الاساس هو
النصوص و جاءت النصوص (1) ان الامامة اصل
الدين حيث قال عليه السلام:
( إني اخبرك أن الدين وأصل الدين هو رجل، وذلك
الرجل هو اليقين وهو الايمان، وهو إمام امته وأهل زمانه، فمن عرفه عرف الله ودينه، ومن أنكره أنكر الله ودينه ومن جهله جهل الله
ودينه، ولا يعرف الله ودينه وحدوده وشرائعه بغير ذلك الامام كذلك جرى بأن معرفة
الرجال دين الله. ( البصائر عن المفضل عن
ابي عبد الله عليه السلام )
فلا توحيد حقيقة و لا ايمان حقيقة و لا عبادة حقيقة الا بمعرفة الامام و وهذا المعنى محكم مستفيض عليه نور و حقيقة و هو لا يعني عدم الاسم اي اسم الاسلام على صاحبه بل هو ناظر الى حقيقة الدين و صحته و قبول الاعمال و على ذلك روايات محكمة مصدقة اخبرت ان الجاهل بالامامة اذا لم ينصب فهو ضال لكن ليس بكافر كفرا يخرجه من الاسلام و ان كان عمله غير مقبول و ليس على شيء.
(1) قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
" من مات وهو لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية " * و قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من مات وليس
له إمام من ولدي مات ميتة جاهلية. * و إن
سلمان قال: يا رسول الله إنك قلت: من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية، من هذا
الامام ؟ قال: من أوصيائي يا سلمان، فمن
مات من امتي وليس له إمام منهم يعرفه فهي ميتة جاهلية فإن جهله وعاداه فهو مشرك، وإن جهله ولم يعاده
ولم يوال له عدوا فهو جاهل، وليس بمشرك.*
و قال أمير المؤمنين عليه السلام : أدنى ما يكون به ضالا أن لا يعرف حجة الله في
أرضه وشاهده على خلقه، الذي أمر الله بطاعته وفرض ولايته . * و قيل من مات لا يعرف إمامه مات ميتة جاهلية ميتة
كفر ؟ فقال: لا ميتة ضلال . *
و لما وقف رسول
الله (ص) بالموقف أتاه جبرئيل عن الله
تعالى في علي (ع) - جعلته علما بيني وبين
خلقي، من عرفه كان مؤمنا، ومن أنكره كان كافرا، ومن أشرك بيعته كان مشركا، ومن
لقيني بولايته دخل الجنة من لقيني بعدواته دخل النار. * و قال رسول (ص): إن الله
عزوجل نصب عليا علما بينه وبين خلقه ، فمن عرفه كان مؤمنا ، ومن أنكره كان كافرا ،
ومن جهله كان ضالا ومن عدل بينه وبين غيره كان مشركا ، ومن جاء بولايته دخل الجنة
، ومن جاء بعداوته دخل النار* و قال رسول الله (ص) : من ناصب عليا على الخلافة بعدي فهو كافر وقد
حارب الله ورسوله ، ومن شك في علي فهو كافر *
و قال رسول الله (ص) في امير المؤمنين (ع) : من أحبه كان مؤمنا، ومن أبغضه
كان كافرا، ومن ترك ولايته كان ضالا مضلا، ومن جحد ولايته كان مشركا. اقول و الجحد انكار مع تبين الحجة و معرفتها و
بهذا يختلف عن الجهل الذي من دون جحود .