أما الحلال والحرام فقد والله أنزله الله على نبيه بكماله، وما يزاد الامام في حلال ولا حرام



باب- الائمة عليهم السلام لا يزادون في الحلال و الحرام و انه كله وراثة عن رسول الله صلى الله عليه و اله و علي بن ابي طالب عليه السلام.
- البصائر و الاختصاص عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه قال: سألت أبا عبد الله(عليه السلام) فقلت: جعلت فداك سمعتك وأنت تقول غير مرة: لولا أنا نزاد لانفدنا قال: أما الحلال والحرام فقد والله أنزله الله على نبيه بكماله، وما يزاد الامام في حلال ولا حرام، قال: فقلت: فما هذه الزيادة ؟ قال: في سائر الاشياء سوى الحلال والحرام.
- البصائر عن محمد بن مسلم قال: قال أبو جعفر (عليه السلام): إن عندنا صحيفة من كتب علي (عليه السلام) طولها سبعون ذراعا فنحن نتبع ما فيها لا نعدوها، وسألته عن ميراث العلم ما بلغ أجوامع هو من العلم أم فيه تفسير كل شئ من هذه الامور التي تتكلم فيه الناس مثل الطلاق والفرائض ؟ فقال: إن عليا (عليه السلام) كتب العلم كله القضاء والفرائض فلو ظهر أمرنا لم يكن شئ إلا فيه سنة نمضيها.
- كمال الدين عن الحارث بن المغيرة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الارض لا تترك إلا وعالم يعلم الحلال والحرام، وما يحتاج الناس إليه، ولا يحتاج إلى الناس، قلت: جعلت فداك علم ماذا ؟ فقال: وراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام.
-المحاسن عن محمد بن حكيم، قال قال قال أبو الحسن عليه السلام: إذا جاءكم ما تعلمون فقولوا، وإذا جاءكم ما لا تعلمون فها - ووضع يده على فمه - فقلت: ولم ذاك ؟ قال: لأن رسول الله صلى الله عليه واله أتى الناس بما اكتفوا به على عهده وما يحتاجون إليه من بعده إلى يوم القيامة. اقول هذه الروايةدالة على وجوب التوقف فيما لا نص فيه.
- البصائر و الاختصاص عن محمد بن حكيم، عن أبي الحسن عليه السلام قال : أتى رسول الله صلى الله عليه واله بما استغنوا به في عهده وبما يكتفون به من بعده إلى يوم القيامة، قال: قلت: ضاع منه شئ ؟ قال: لا، هو عند أهله.






ينبغى للمؤمن ان لا يموت حتى يتعلم القرآن أو ان يكون في تعليمه.








الكافي :   سليم الفراء، عن رجل، عن ابى عبد الله (عليه السلام) قال: ينبغى للمؤمن ان لا يموت حتى يتعلم القرآن أو ان يكون في تعليمه.
محمد بن الحسين الرضي في نهج البلاغة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام ) انه قال في خطبة له:  تعلموا القرآن، فانه ربيع القلوب واستشفوا بنوره فانه شفاء الصدور
 الفضل بن الحسن الطبرسي في مجمع البيان  وعن النبي (ص) قال: اهل القرآن، هم اهل الله وخاصته.  
  الفضل بن الحسن الطبرسي في مجمع البيان   وعن النبي (ص) أشراف امتي، حملة القرآن واصحاب الليل.
امالي الطوسي عن عقبة بن عمّار   قال : قال رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : لا يعذّب ، الله قلباً وعى القرآن.
امالي الطوسي: النعمان بن سعد   ، عن علي ( عليه السلام ) أنّ النبيّ ( صلّى الله عليه وآله ) قال : خياركم من تعلّم القرآن وعلّمه.





ليس من مؤمن يقبل بقلبه في صلاته إلى الله إلا أقبل الله إليه بوجهه




ثواب الاعمال للصدوق:   إبراهيم الكرخي قال سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام يقول :  ليس من مؤمن يقبل بقلبه في صلاته إلى الله إلا أقبل الله إليه بوجهه و أقبل بقلوب المؤمنين إليه بالمحبة له بعد حب الله إياه.   المفيد في المجلس مثله.

الفقيه: قال الصادق ( عليه السلام ) : إذا صليت فأقبل بقلبك على الله عز وجل فانه ليس من عبد مؤمن يقبل بقلبه على الله عز وجل في صلاته ودعائه إلا أقبل الله عليه بقلوب المؤمنين إليه وأيده مع مودتهم إياه بالجنة.

اربعين الشهيد: محمد بن موسى الهمداني عن علي بن الحسين (ع ) قال رسول اللّه (ص ): اذا قمت الى الصلاة فاقبل الى اللّه بوجهك يقبل عليك.
ثواب الاعمال: خضر بن عبد الله، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: إذا قام العبد إلى الصلاة أقبل الله عزوجل عليه بوجهه، فلا يزال مقبلا عليه حتى يلتفت ثلاث مرات، فإذا التفت ثلاث مرات أعرض عنه.

الكافي: عن أبي حمزة، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إذا قام العبد المؤمن في صلاته نظر الله إليه - أو قال: أقبل الله عليه - حتى ينصرف.






إن الله عزوجل فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفهسم بضعفة الناس.







محب الدين الموسوي الحلي



باب:  إن الله عزوجل فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفهسم بضعفة الناس.

الاحاديث
الكافي: جابر العبدي قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن الله جعلني إماما لخلقه، ففرض علي التقدير في نفسي ومطعمي ومشربي وملبسي كضعفاء الناس، كي يقتدي الفقير بفقري ولا يطغى الغني غناه.
 الكافي : المعلى ابن خنيس قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام يوما: جعلت فداك ذكرت آل فلان وما هم فيه من النعيم فقلت: لو كان هذا إليكم لعشنا معكم، فقال: هيهات يا معلى أما والله أن لو كان ذاك ما كان إلا سياسة الليل وسياحة النهار ولبس الخشن وأكل الجشب.
  الكافي :   بأسانيد مختلفة في احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على عاصم بن زياد حين لبس العباء وترك الملاء وشكاه أخوه الربيع بن زياد إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قد غم أهله وأحزن ولده بذلك، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: علي بعاصم بن زياد، فجيئ به فلما رآه عبس في وجهه، فقال له: أما استحييت من أهلك؟ أما رحمت ولدك؟ أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره أخذك منها، أنت أهون على الله من ذلك، أوليس الله يقول: " والارض وضعها للانام * فيها فاكهة والنخل ذات الاكمام " أوليس [الله] يقول: " مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان - إلى قوله - يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان " فبالله لابتذال نعم الله بالفعال أحب إليه من ابتذالها بالمقال، وقد قال الله عزوجل: " وأما بنعمة ربك فحدث " فقال: عاصم يا أمير المؤمنين فعلى ما اقتصرت في مطعمك على الجشوبة وفي ملبسك على الخشونة؟ فقال: ويحك إن الله عزوجل فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفهسم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره، فألقى عاصم بن زياد العباء ولبس الملاء.
النهج: عن امير المؤمنين عليه السلام : ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه . ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد.
مكارم الاخلاق عنه باسناده عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: والله لئن صرت إلى هذه الامر لآكلن الخبيث بعد الطيب ولالبسن الخشن بعد اللين ).



فوائد
الاولى: بعرض الحديث على  المعارف الحقة الثابت فان هذا الحديث مفيد للعلم ان ذلك كان من سيرة امير المؤمنين عليه السلام.
الثانية : من خلال الفاظ الحديث و بعرضه على المعارف الحقة الثابتة  يفيد ان ذلك يتأكد على من يلي الحكم منهم عليهم السلام  كما في المضامين التالية:
 (  والله لئن صرت إلى هذه الامر لآكلن الخبيث بعد الطيب ولالبسن الخشن بعد اللين )
(   لو كان ذاك ما كان إلا سياسة الليل وسياحة النهار ولبس الخشن وأكل الجشب)
( غير أن قائمنا أهل البيت عليهم السلام إذا قام لبس ثياب علي عليه السلام وسار بسيرة علي عليه السلام.)
الثالثة: وردت روايات باستحباب التجمل في موارد منها  اتساع الزمن او اظهار النعمة او عدم الشهرة:
 الكافي  : حماد بن عثمان قال: حضرت أبا عبدالله وقال له رجل: أصلحك الله ذكرت أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان يلبس الخشن، يلبس القميص بأربعة دراهم وما أشبه ذلك ونرى عليك اللباس الجديد، فقال له: إن علي بن أبي طالب عليه السلام كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر [عليه] ولو لبس مثل ذلك اليوم شهر به، فخير لباس كل زمان لباس أهله، غير أن قائمنا أهل البيت عليهم السلام إذا قام لبس ثياب علي عليه السلام وسار بسيرة علي عليه السلام.
 الكافي عن معلى بن خنيس ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في لباس علي عليه السلام : ثم قال : هذا اللباس الذي ينبغي للمسلمين أن يلبسوه : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ولكن لا تقدرون أن تلبسوها هذا اليوم ولو فعلنا لقالوا : مجنون ، ولقالوا : مرائي .
مكارم الاخلاق محمد بن عيسى قال: أخبرني من أخبر عنه أنه قال: إن أهل الضعف من موالي يحبون أن أجلس على اللبود، وألبس الخشن، وليس يتحمل الزمان ذلك.
مكارم الاخلاق عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : بينا أنا في الطواف إذا رجل يجذب ثوبي ، فالتفت فإذا عباد البصري ، فقال : يا جعفر بن محمد تلبس مثل هذا الثوب وأنت في الموضع الذي أنت فيه من علي ( عليه السلام ) . قال : فقلت له : ويلك هذا الثوب قوهي اشتريته بدينار وكسر وكان علي ( عليه السلام ) في زمان يستقيم له ما لبس فيه ولو لبست مثل ذلك اللباس في زماننا هذا لقال الناس : هذا مراء.
الإمام الصادق (عليه السلام) - لعبيد بن زياد -: إظهار النعمة أحب إلى الله من صيانتها، فإياك أن تتزين إلا في أحسن زي قومك. قال: فما رئي عبيد إلا في أحسن زي قومه حتى مات .
 مكارم الاخلاق  باسناده عن أبي الخراش المهدي قال: مربنا بالبصرة مولى الرضا عليه السلام يقال له: عبيد فقال: دخل قوم من أهل خراسان على أبي الحسن عليه السلام فقالوا له: إن الناس قد أنكروا عليك هذا اللباس الذي تلبسه: قال: فقال لهم: إن يوسف بن يعقوب عليه السلام كان نبيا ابن نبى وابن نبي وكان يلبس الديباج ويتزر بالذهب ويجلس مجالس آل فرعون، فلم يضعه ذلك وإنما يذم لو احتيج منه إلى قسطه، وإنما على الامام أنه إذا حكم عدل، وإذا وعدو في، وإذا حدث صدق، وإنما حرم الله الحرام بعينه ما قل منه وما كثر، وأحل الله الحلال بعينه ما قل منه وما كثر.
مكارم الأخلاق الطبرسي عن سفيان الثوري   قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : أن تروي أن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كان يلبس الخشن وأنت تلبس القوهي والمروي ! قال : ويحك إن علي بن أبي طالب كان في زمان ضيق ، فإذا اتسع الزمان فأبرار الزمان أولى به .
الكافي :   ابن القداح قال: كان أبو عبد الله عليه السلام متكئا علي أو قال على أبي، فلقيه عباد بن كثير، وعليه ثياب مروية حسان فقال: يا أبا عبد الله إنك من أهل بيت نبوة، وكان أبوك وكان فما هذه المزينة عليك ؟ فلو لبست دون هذه الثياب ؟ فقال له أبو عبد الله عليه السلام ويلك يا عباد " من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق " إن الله عز وجل إذا أنعم على عبد نعمة، أحب أن يراها عليه، ليس به بأس، ويلك يا عباد إنما أنا بضعة من رسول الله صلى الله عليه وآله فلا تؤذني، وكان عباد يلبس ثوبين قطويين )

المكارم  عن أبي خداش المهري  قال: مر بنا بالبصرة مولى للرضا عليه السلام يقال له عبيد فقال دخل قوم من أهل خراسان على أبي الحسن عليه السلام فقال له: إن الناس قد أنكروا عليك هذا اللباس الذي تلبسه، قال: فقال لهم: إن يوسف بن يعقوب كان نبيا " ابن نبي ابن نبي، وكان يلبس الديباج، ويتزرر بالذهب، ويجلس مجالس آل فرعون، فلم يضعه ذلك، وإنما يذم لو احتيج منه إلى قسطه، وإنما على الامام أنه إذا حكم عدل وإذا وعد وفى، وإذا حدث صدق، وإنما حرم الله الحرام بعينه ما قل منه وما كثر، وأحل الله الحلال بعينه ما قل منه وما كثر .

مكارم الاخلاق  ان ابا الحسن عليه السلام قال لأحمد بن محمد بن أبي نصر -: ما تقول في اللباس الخشن ؟ فقلت: بلغني أن الحسن كان يلبس، وأن جعفر بن محمد (عليه السلام) كان يأخذ الثوب الجديد فيأمر به فيغمس في الماء. فقال لي: البس وتجمل فإن علي بن الحسين (عليه السلام) كان يلبس الجبة الخز بخمسمائة درهم، والمطرف الخز بخمسين دينارا فيشتى فيه، فإذا خرج الشتاء باعه وتصدق بثمنه، وتلا هذه الآية * (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق)






من قرة العين التسليم إلينا



محب الدين الموسوي الحلي

يشنع البعض ظلما على اهل التسليم انهم حشوية . لكن حقيقة الامر ليس كذلك بل اهل التسليم اهل دراية، بل ان احتياطهم اكبر لانهم لا يعملون بالظن فيوجبون العلم بالحديث لاجل العمل به وهذه حقيقة يجهلها الكثيرون.
البصائر : جميل بن دراج، عن أبي عبد الله عليه السلام إن من قرة العين التسليم إلينا أن تقولوا لكل ما اختلف عنا أن تردوا إلينا.
السرائر : محمد بن أحمد بن محمد بن زياد، وموسى بن محمد بن علي بن موسى عن أبي الحسن عليه السلام في اختلاف الرواية: فكتب عليه السلام: ما علمتم أنه قولنا فالزموه وما لم تعلموه فردوه إلينا.
البصائر : زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتدري بما امروا ؟ امروا بمعرفتنا، والرد إلينا، والتسليم لنا.
المحاسن: بعض أصحابنا رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كل من تمسك بالعروة
الوثقى فهو ناج. قلت: ما هي ؟ قال: التسليم.
التسليم لا يعني الحشوية والعمل بالاخبار مهما كان حالها، بل التسليم يوجب الدراية التي تصل حد ان يكون الانسان مفهما و محدثا في تمييز الروايات و العلم بان في الروايات محكما و متشابه و ان فيها الحق الذي يعمل به و الظن الذي لا يعمل به. وان فيها ما يجب رده.
الرواية اذا خالفت القران والسنة ردت و اما اذا لم تخالف القران و السنة فهي اما انها بلا معارض فيعمل بها او ان لها معارضا فيؤخذ منهما بالذي هو اشبه وافق بحديثهم عليهم السلام و يتوقف في الاخر.
- و التسليم لا يعني العمل بالظن بل لا بد ان يتضح لك ان هذه الرواية مصدقة و عليها حق ونور .و التسليم بعد العلم و ليس قبله الا انه لا علاقة للسند او العقل بهذا الامر بل هو العرض على الحقائق البينة الثابتة من القران و السنة .فما وافق الثوابت اخذ به و الا لم يؤخذ به. و بهذا يعلم حال كثير من الاشكالات التي توجه لمنهج التسليم.
- فاهل التسليم لا يعملون الا بالعلم و اهل التسليم يوجبون الدراية التي تصل حد ان يكون الانسان مفهما محدثا. فاي منهج هو احق منه او يعلو على هذا؟

















لا يستطيعون حيلة إلى النصب فينصبون، ولا يهتدون سبيل أهل الحق فيدخلون فيه، وهؤلاء يدخلون الجنة باعمال حسنة، وباجتناب المحارم




محب الدين الموسوي الحلي




 حكم المسلم المستضعف

-         في معاني الاخبار :  عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله عليه السلام قي قوله عزوجل: " إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا " فقال: لا يستطيعون حيلة إلى النصب فينصبون، ولا يهتدون سبيل أهل الحق فيدخلون فيه، وهؤلاء يدخلون الجنة باعمال حسنة، وباجتناب المحارم التي نهى الله عزوجل عنها، ولا ينالون منازل الابرار.

-         الكافي   عن إسماعيل الجعفي قال: سألت أبا جععر عليه السلام عن الدين الذي لا يسع العباد جهله، فقال: الدين واسع ولكن الخوارج ضيقوا على أنفسهم من جهلهم، قلت: جعلت فداك فاحدثك بديني الذي أنا عليه؟ فقال: بلى، فقلت: أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله والاقرار بما جاء من عند الله وأتولاكم وأبرء من عدوكم ومن ركب رقابكم وتأمر عليكم وظلمكم حقكم، فقال: ما جهلت شيئا هو والله الذي نحن عليه، قلت: فهل سلم أحد لايعرف هذا الامر؟ فقال: لا إلا المستضعفين، قلت من هم؟ قال: نساؤكم وأولادكم.   اقول للرواية تتمتة سنتكلم عنها لاحقا لا تضر بظهور الرواية في المطلوب كما ان ذكر النساء هنا يراد البله منهن فعن الكافي زرارة قال: قلت لابي جعفر (ع) إني أخشى أن لايحل لي أن أتزوج من لم يكن على أمري فقال: مايمنعك من البله من السناء؟ قلت: وما البله؟ قال: هن المستضعفات من اللاتي لا ينصبن ولا يعرفن ما أنتم عليه. و الكافي عن حمران ابن أعين قال: كان بعض أهله يريد التزويج فلم يجد امرأة مسلمة موافقة فذكرت ذلك لابي عبدالله (ع) فقال: أين أنت من البله الذين لايعرفون شيئا.


و على هذا التفصيل تحمل الروايات المطلقة فما دل على كفاية عدم النصب في المستضعف تحمل على القاصر الذي لم تصله الحجة او لم يميزها او يدركها كما يجب و ما دل على كفاية معرفة الاختلاف في الخروج من اسم المستضعف تحمل على وصول الحجة. وهو صريح رواية  الكافي عن علي بن سويد ، عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) قال : سألته عن الضعفاء ، فكتب إلي :  الضعيف من لم ترفع إليه حجة ولم يعرف الاختلاف ، فإذا عرف الاختلاف فليس بمستضعف"



الروايات المطلقة الدالة على كفاية عدم النصب في اسم المستضعف

 
-         المحاسن: زرارة، قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام وأنا جالس عن قول الله: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " يجري لهؤلاء ممن لا يعرف منهم هذا الامر ؟ فقال: لا إنما هذه للمؤمنين خاصة، قلت له: أصلحك الله، أرايت من صام وصلى واجتنب المحارم وحسن ورعه ممن لا يعرف ولا ينصب، فقال: إن الله يدخل اولئك الجنة. اقول  تحمل عدم المعرفة هنا على من لم تصله الحجة او لم يميزها.

-         تفسير القمي:  ضريس الكناسي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك ما حال الموحدين المقرين بنبوة محمد صلى الله عليه وآله من المسلمين المذنبين الذين يموتون وليس لهم إمام، ولا يعرفون ولايتكم ؟ فقال: أما هؤلاء فإنهم في حفرهم لا يخرجون منها فمن كان له عمل صالح ولم يظهر منه عداوة فانه يخد له خدا إلى الجنة التي خلقها الله بالمغرب فيدخل عليه الروح في حفرته إلى يوم القيامة حتى يلقى الله فيحاسبه بحسناته وسيئاته فإما إلى الجنة، وإما إلى النار، فهؤلاء الموقوفون لامر الله. قال عليه السلام: وكذلك يفعل بالمستضعفين والبله والاطفال وأولاد المسلمين، الذين لم يبلغوا الحلم. وأما النصاب من أهل القبلة فانهم يخد لهم خدا إلى النار التي خلقها الله في المشرق.  اقول هذه كسابقتها.


-         الخصال:    محمد بن الفضيل الزرقي، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: إن للجنة ثمانية أبواب: باب يدخل منه النبيون و الصديقون- الى ان قال-  وباب يدخل منه سائر المسلمين ممن يشهد أن لاإله إلا الله ولم يكن في قلبه مقدار ذرة من بغضنا أهل البيت.  اقول شموله لغير العالم بالاختلاف ظاهر. اقول الكلام هنا كما تقدم.


-         معاني الاخبار:   الصباح بن سيابة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن الرجل ليحبكم وما يدري ما تقولون فيدخله الله الجنة، وإن الرجل ليغضكم وما يدري ما تقولون فيدخله الله النار. اقول هذه ظاهر في عدم المعرفة بالاختلاف.

-          معاني الاخبار:   عبد الغفار الجازي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المستضعفين ضروب يخالف بعضهم بعضا، ومن لم يكن من أهل القبله ناصبا فهو مستضعف. اقول اطلاقها يقيد بما تقدم بانه لا يعرف بالاختلاف او لم يميز الحجة.


-         الكافي و المحاسن و العياشي عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال:   أما لو أن رجلا قام ليله وصام نهاره، و تصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي الله، فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته إليه، ما كان له على الله حق في ثوابه، ولا كان من أهل الايمان ثم قال: اولئك المحسن منهم يدخله الله الجنة بفضل رحمته .  اقول هذه الرواية من اقوى الروايات من حيث الصدور و اما احتمال ان المراد بـ (اولئك المحسن منهم) اهل الولاية فبعيد و باقي الروايات تفسره بانه المخالف. اقول القول فيها كما في سابقتها.

-         و اما ما عن كتاب سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ان الحق والله معي يا ابن قيس كما أقول، وما هلك من الامة إلا الناصبين والمكابرين والجاحدين والمعاندين، فأما من تمسك بالتوحيد، والاقرار بمحمد والاسلام، ولم يخرج من الملة، ولم يظاهر علينا الظلمة، ولم ينصب لنا العداوة، وشك في الخلافة ولم يعرف أهلها وولاتها، ولم يعرف لنا ولاية، ولم ينصب لنا عداوة، فان ذلك مسلم مستضعف يرجى له رحمة الله ويتخوف عليه ذنوبه. فمن حيث انها صدرت في زمن امير المؤمنين عليه السلام فيحمل الشك هنا على عدم تميز الحجة و ادراكها وهو مقتضى الحمل على ما تقدم و الا فالرواية من المتشابه الذي يرد علمها الى اهلها.


  الرواية الدالة على كفاية المعرفة بالاختلاف في الخروج عن اسم المستضعف


-         الكافي : سفيان بن السمط البجلي قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : ما تقول في المستضعفين فقال لي شبيها بالفزع : فتركتم أحدا يكون مستضعفا وأين المستضعفون ؟ فوالله لقد مشى بأمركم  هذا العواتق إلى العواتق في خدورهن وتحدث به السقايات في طريق  المدينة . اقول اطلاقها يقيد بما دل على وصول الحجة.
-         المحاسن:   أبي بصير، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: من عرف إختلاف الناس فليس بمستضعف. اقول الكلام فيها كسابقتها.





مسألة: في نهاية رواية الكافي  المتقدمة عن إسماعيل الجعفي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الدين الذي لا يسع العباد جهله، - الى قال-  قلت من هم؟ قال: نساؤكم وأولادكم. ثم قال: أرأيت أم أيمن؟ فإني أشهد أنها من أهل الجنة وما كانت تعرف ما أنتم عليه.  اقول هذا الجزء (أرأيت أم أيمن؟ فإني أشهد أنها من أهل الجنة وما كانت تعرف ما أنتم عليه.  )  من المتشابه الذي يردّ علمه الى اهله لانه خلاف الدلائل الكثيرة على ان ام ايمن من اهل المعرفة :

ففي كامل الزيارات بسنده عن  قدامة بن زايدة، عن أبيه قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام عن عمته زينب بنت علي عن ام ايمن انها قالت في حديث قال رسول الله صلى الله عليه و اله لاهل البيت عليهم السلام (هبط علي جبرئيل فقال يا محمد إن الله تبارك وتعالى اطلع على ما في نفسك وعرف سرورك بأخيك وابنتك وسبطيك، فأكمل لك النعمة، وهناك العطية بأن جعلهم وذرياتهم ومحبيهم وشيعتهم معك في الجنة لا يفرق بينك وبينهم يحبون كما تحبى، ويعطون كما تعطى، حتى ترضى وفوق الرضا، على بلوى كثيرة تنالهم في الدنيا ; ومكاره تصيبهم بأيدي أناس ينتحلون ملتك ويزعمون أنهم من أمتك براء من الله ومنك )

  و عن سليم في كتابه عن ابن عباس قال وأقبلت ام أيمن النوبية حاضنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأم سلمة فقالتا: يا عتيق ! ما أسرع ما أبديتم حسدكم لال محمد ! فأمر بهما عمر أن تخرجا من المسجد، وقال: مالنا وللنساء.)

 و عن الاحتجاج روي أن أم أيمن لما توفيت فاطمة، حلفت أن لا تكون بالمدينة إذ لا تطيق أن تنظر إلى مواضع كانت بها، فخرجت إلى مكة، فلما كانت في بعض الطريق عطشت عطشا شديدا فرفعت يديها قالت: يا رب أنا خادمة فاطمة تقتلني عطشا فأنزل الله عليها دلوا من السماء فشربت فلم تحتج إلى الطعام والشراب سبع سنين وكان الناس يبعثونها في اليوم الشديد الحر فما يصيبها عطش.


امالي الصدوق عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام) قال: جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) يطلبني فقال: أين أخي يا أم أيمن ؟ قالت: ومن أخوك ؟ قال: علي. قالت: يا رسول الله تزوجه ابنتك وهو أخوك، قال: نعم، أما والله يا أم أيمن لقد زوجتها كفوا شريفا وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين.)

 علل الشرائع: عمرو بن أبي المقدام وزياد بن عبد الله عن ابي عبد الله (عليه السلام) فقال :  ان فاطمة عليها السلام أرسلت إلى أم أيمن وكانت أوثق نسائها عندها وفي نفسها فقالت: يا أم أيمن إن نفسي نعيت إلي فادعي لي عليا فدعته لها فلما دخل عليها قالت له: يا ابن العم أريد أن أوصيك بأشياء فاحفظها علي فقال لها: قولي ما أحببت، قالت له: تزوج فلانة تكون مربية لولدي من بعدي مثلي، واعمل نعشا رأيت الملائكة قد صورته لي فقال لها علي: أريني كيف صورته، فأرته ذلك كما وصفت له وكما أمرت به، ثم قالت: فإذا أنا قضيت نحبي فأخرجني من ساعتك أي ساعة كانت من ليل أو نهار، ولا يحضرن من أعداء الله وأعداء رسوله للصلاة علي،)


اقول : الرواية رواها في الكافي  الكافي الكليني - (ج 2 / ص 560) الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن مثنى، عن إسماعيل الجعفي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الدين الذي لا يسع العباد جهله، فقال: الدين واسع(2) ولكن الخوارج ضيقوا على أنفسهم من جهلهم، قلت: جعلت فداك فاحدثك بديني الذي أنا عليه؟ فقال: بلى، فقلت: أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله والاقرار بما جاء من عند الله وأتولاكم وأبرء من عدوكم ومن ركب رقابكم وتأمر عليكم وظلمكم حقكم، فقال: ما جهلت شيئا هو والله الذي نحن عليه، قلت: فهل سلم أحد لايعرف هذا الامر؟ فقال: لاإلا المستضعفين، قلت من هم؟ قال: نساؤكم وأولاد كم ثم قال: أرأيت أم أيمن؟ فإني أشهد أنها من أهل الجنة وما كانت تعرف ما أنتم عليه.  )
و  انا انما استشهدنا بصدر هذه الرواية في محله في بحث حكم المستصعف  فذلك لانه نقي و هذا لا يمنع ان يكون جزء منها غير نقي، وهنا تكمن اهمية الاهتمام بالتفكيك المتني و ليس التعامل مع الروايات ككل اما تقبل كلها او لا تقبل وهذا من ملازات المنهج السندي، اما المنهج المتن و منهج العرض فانا نعرض كل جزء من الروية على الثوابت فما يوافقها ناخذ به و ما لا يوافقها لا ناخذ به. و من هنا صار واضحا جدا انا نعمل بجزء من الرواية و لا نعمل بجزء اخر منها.


إن عروة الدين الشيعة




محب الدين الموسوي الحلي

فضائل الشيعة للصدوق: عن الثمالى قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: نحن الشهداء على شيعتنا، وشيعتنا شهداء على الناس، وبشهادة شيعتنا يجزون ويعاقبون.


تفسير فرات :  عن أبي عبد الله عن ابيه عليهما السلام قال: أنتم شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله، أنتم شرط الله، وأنتم أنصار الله، - الى ان قال-  وإن لكل شئ شرفا وإن شرف الدين الشيعة، ألا وإن لكل شئ عروة وإن عروة الدين الشيعة.


المحاسن للبرقي: عن فضيل بن يسار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أنتم والله نور في ظلمات الارض . قال المجلسي في البحار و نعم ما قال:  النور ما يصير سببا لظهور الاشياء، والظملة ضده، والعلم والمعرفة والايمان مختصة بالشيعة، لاخذهم جميع ذلك عن أئمتهم عليهم السلام، ومن سواهم من الكفرة والمخالفين فليس معهم إلا الكفر والضلالة، فالشيعة هادون مهتدون منورون للعالم في ظلمات الارض.

رجال الكشي: عن أبي جعفر عليه السلام قال: يا ابن ميمون كم أنتم بمكة ؟ قلت: نحن أربعة، قال: إنكم نور في ظلمات الارض.


البحار عن كتاب جعفر بن محمد بن شريح، عن حميد بن شعيب، عن جابر الجعفي، عن الباقر عليه السلام قال: إن المؤمن بركة على المؤمن، وإن المؤمن، حجة الله.

 البحار من كتاب فرج الكرب : عن  الصادق عليه السلام:والله ما على دين محمد وملة إبراهيم عليه السلام غيرنا وغيركم،

المحاسن :  عن ابي عبد الله عليه السلام قال لابي بصير : يابا محمد من رد عليك هذا الامر فهو كالراد على رسول الله صلى الله عليه وآله.

علل الشرائع: عن ابي عبد الله عليه السام: الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وتتبرؤون من عدونا وأنكم من شيعتنا.


ان هذه الروايات تدل و بوضوح على ان للشيعة نحو حجية على الخلق و هي ليست حجية استقلالية مقابل القران و السنة و انما متفرعة منهما للثابت من الدين انه لا حجة الا القران و السنة، فالمعنى ان الشيعة لهم حجة على الناس باتباعهم اهل البيت عليهم السلام كما قالوا عليهم السلام ( تفرق الناس شعبا ورجعتم أنتم إلى أهل بيت نبيكم فأردتم ما أراد الله) و قاولوا عليهم السلام ( إن الناس أخذوا عن الناس، وإنكم أخذتم عن رسول الله صلى الله عليه واله وعلي عليه السلام ولا سواء), و بهذا يمكننا الاطمئنان ان الشيعة هم اهل القران و السنة و انهم لا يقيمون على ضلال و يساعد على ذلك تسديد الامام عليه السلام هم  فقد ورد عنهم عليهم السلام (قالوا عليهم السلام ( فإن أحدثوا في دين الله شيئا أعلمهم، وإن زادوا فيه أخبرهم، وإن نقصوا منه شيئا أفادهم) و قالوا عليهم السلام ( فإذا زاد المؤمنون شيئا ردهم، وإذا نقصوا أكمله لهم، فقال: خذوه كاملا، ولولا ذلك لالتبس على المؤمنين أمرهم ولم يفرق بين الحق والباطل )
اشارة: ان هذه الهداية و الحجية لا تعطي اجماع الشيعة المجرد عن النص حجية لانه ظن ولانه استقلال في الحجية مخالف للنص الثابت لكنها تعطي الرواية التي اجمع عليها الشيعة او اشتهرت بينهم صفة الحجية الموجبة للعلم و يدل على ذلك صريحا قولهم عليهم السلام (  ينظر الآن إلى ما كان من روايتهما عنا في ذلك الذي حكما المجمع عليه بين أصحابك فيؤخذ به من حكمهما ويترك الشاذ الذي ليس بمشهور عند أصحابك فإن المجمع عليه لا ريب فيه (






 


هذا اللوح أهداه الله عزوجل إلى رسوله فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني وأسماء الاوصياء من ولدي






محب الدين الموسوي الحلي


عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أبي لجابر بن عبد الله الانصاري، إن لي إليك حاجة فمتى يخف عليك أن أخلو بك فأسألك عنها ؟ قال له جابر: في أي الا وقات شئت، فخلا به أبي عليه السلام فقال له: يا جابر أخبرني عن اللوح الذي رأيته في يدي امي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وما  أخبرتك به امي أن في ذلك اللوح مكتوبا، قال جابر: اشهد بالله إني دخلت على امك  فاطمة في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله اهنئها بولادة الحسين عليه السلام فرأيت في يدها لوحا أخضر ظننت انه زمرد ، ورأيت فيه كتابا أبيض شبه نور الشمس ، فقلت لها: بأبي أنت وامي يا بنت رسول الله ما هذا اللوح ؟ فقالت: هذا اللوح أهداه الله عزوجل إلى رسوله فيه اسم أبي واسم بعلي واسم ابني وأسماء الاوصياء من ولدي، فأعطانيه أبي ليسرني بذلك، قال جابر: فأعطتنيه امك فاطمة فقرأته وانتسخته، فقال أبي عليه السلام فهل لك يا جابر أن تعرضه علي ؟ قال: نعم فمشى معه أبي عليه السلام حتى انتهى إلى منزل جابر، فأخرج إلى أبي صحيفة من رق، قال جابر: فاشهد بالله إني هكذا رأيته في اللوح مكتوبا: بسم الله الرحمان الرحيم هذا كتاب من الله العزيز العليم لمحمد نوره وسفيره وحجابه ودليله، نزل به الروح الامين من عند رب العالمين، عظم يا محمد أسمائي واشكر نعمائي، ولا تجحد آلائي، إني أنا الله لا إله إلا أنا، قاصم الجبارين ومذل الظالمين وديان الدين  ، إني أنا الله لا إله إلا أنا، فمن رجا غير فضلي أو خاف غير عدلي عذبته عذابا لا اعذبه أحدا من العالمين، فإياي فاعبد وعلي فتوكل، إني لم أبعث نبيا فاكملت أيامه وانقضت مدته إلا جعلت له وصيا، وإني فضلتك على الانبياء، وفضلت وصيك
على الاوصياء وأكرمتك بشبليك بعده وبسبطيك حسن وحسين ، فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه، وجعلت حسينا خازن وحيي وأكرمته بالشهادة، و ختمت له بالسعادة، فهو أفضل من استشهد، وأرفع الشهداء درجة، جعلت كلمتي التامة معه ، والحجة البالغة عنده، بعترته اثيب واعاقب، أولهم علي سيد العابدين وزين أولياء الماضين، وابنه شبيه جده المحمود محمد الباقر لعلمي والمعدن لحكمي، سيهلك المرتابون في جعفر، الراد عليه كالراد علي، حق القول مني لاكرمن مثوى جعفر، ولاسرنه في أشياعه وأنصاره وأوليائه، انتجبت بعده موسى وانتجبت بعده فتنة عمياء حندس ، لان خيط فرضي لا ينقطع وحجتي لاتخفى، وأن أوليائي لا يشقون، ألا ومن جحد واحدا منهم فقد جحد نعمتي، ومن غير آية من كتابي فقد افترى علي، وويل للمفترين الجاحدين عند انقضاء مدة عبدي موسى وحبيبي وخيرتي، إن المكذب بالثامن مكذب بكل أوليائي، وعلي وليي وناصري، ومن أضع عليه أعباء النبوة و أمنحه بالاضطلاع بها، يقتله عفريت مستكبر، يدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شر خلقي، حق القول مني لاقرن عينه بمحمد ابنه وخليفته من بعده، فهو وارث علمي ومعدن حكمي وموضع سري وحجتي على خلقي، جعلت الجنة مثواه وشفعته في سبعين ألفا من أهل بيته كلهم قد استوجبوا النار، واختم بالسعادة لابنه علي وليي وناصري والشاهد في خلقي وأميني على وحيي، اخرج منه الداعي إلى سبيلي والخازن لعلمي الحسن، ثم أكمل ذلك بابنه رحمة للعالمين، عليه كمال موسى وبهاء عيسى وصبر أيوب، سيذل أوليائي في زمانه، ويتهادون رؤوسهم كما تتهادى رؤوس الترك والديلم، فيقتلون ويحرقون، ويكونون خائفين مرعوبين وجلين، تصبغ الارض بدمائهم، ويفشو الويل والرنين في نسائهم، اولئك أوليائي حقا، بهم أدفع كل فتنة عمياء حندس، وبهم أكشف الزلازل وأدفع الآصار والاغلال، اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون.


::::

رواية الحديث و درايته

اخرجه الصدوق في كمال الدين و العيون بثلاث طرق الى ابي بصير
اخرجه الكليني في الكافي عن ابي بصير
و اخرجه النعماني في الغيبة عن ابي بصير
اخرجه الطبرسي في الاحتجاج و في اعلام الورى :عن أبي بصير
و اخرجه في الاختصاص : بسنده عن ابي بصير
و اخرجه الطوسي في الغيبة  بطريقين الى ابي بصير

-        و في رواية الكليني والنعماني والشيخ والطبرسي بعد قوله: " من رق " زيادة: " فقال: يا جابر انظر في كتابك لاقرا عليك، فنظر جابر في نسخته فقرأه أبي، فما خالف حرف حرفا، فقال جابر: فاشهد بالله ".

-        واخرجه الصدوق في اكمال الدين و العيون  عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: يا إسحاق ألا ابشرك ؟ قلت: بلى جعلني الله فداك يا ابن رسول الله، فقال: وجدنا صحيفة بإملاء رسول الله وخط أمير المؤمنين فيها: بسم الله الرحمان الرحيم هذا كتاب من الله العزيز العليم ، وذكر الحديث مثله سواء، إلا أنه قال في حديثه في آخره: ثم قال الصادق عليه السلام: يا إسحاق هذا دين الملائكة والرسل فصنه عن غير أهله يصنك الله ويصلح بالك، ثم قال: من دان بهذا أمن عقاب الله عزوجل . و اورده الطبرسي في اعلام الورى.

-        و اخرجه الصدوق في اكمال الدين و العيون عن  محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه عليه السلام أن محمد بن علي باقر العلوم جمع ولده وفيهم عمهم زيد بن علي عليه السلام ثم أخرج إليهم كتابا بخط علي عليه السلام وإملاء رسول الله صلى الله عليه وآله مكتوب فيه: هذا كتاب من الله العزيز العليم - حديث اللوح إلى الموضع الذي يقول فيه -: واولئك هم المهتدون.
-        و روي عنهم عليهم السلام بطرق كثير خبر اللوح عن جابر الانصاري مع اختصار في المتن.
-        روى الصدوق : قال عبد الرحمان بن سالم: قال أبو بصير: لو لم تسمع في دهرك إلا هذا الحديث لكفاك، فصنه إلا عن أهله .
-        و لقد اعتنى بهذا الحديث الاصحاب متقدموهم و متاخروهم وهو الحق بمثل هذا الحديث
-        و في ضوء جميع ما تقدم من قرائن فان هذا الحديث برواياته و طرقه المستفيضة و متنه المصدق و الاهتمام به يوجب العلم به و بمضمونه و يخرجه عن اخبار الاحاد.
::::

معاني مفردات الحديث
-        الرق بالفتح والكسر: الجلد الرقيق الذي يكتب فيه
-        المراد بالاسماء إما أسماء ذاته المقدسة أو الائمة عليهم السلام كما مر مرارا.(البحار)
-        ديان الدين أي المجازي لكل مكلف ما عمل من خير وشر يوم الدين والديان: القهار والقاضي والحاكم والحاسب والمجازي.
-        بشبليك " أي ولديك تشبيها لهما بولد الاسد في الشجاعة
-        وانتجبت بعده فتنة " على بناء المفعول كناية عن اهتمامهم بشأن تلك الفتنة، أو على بناء المعلوم مجازا، وفي بعض النسخ " وأنتجت " من النتاج، وهو أيضا يحتمل الوجهين، وفي أكثر نسخ إعلام الورى " اتيحت " على بناء المجهول من قولهم: اتيح له أي قدر (البحار)
-        وقوله: " لان خيط فرضي " إما علة لانتجاب موسى أو لما يدل عليه الفتنة من كون ما ادعوه من الوقف باطلا. وفي النعماني " إلا أن خيط فرضي لا ينقطع " وهو أظهر، وفيه بعده: " وحجتي لا تخفى، وأوليائي بالكأس الاوفى يسقون أبدال الارض "(البحار)
-        المراد بالعبد الصالح هنا ذو القرنين، فإن بلدة طوس من بنائه، وقد صرح به في رواية النعماني.(البحار)
-        والآصار جمع الاصر: الذنب والثقل.