لا يستطيعون حيلة إلى النصب فينصبون، ولا يهتدون سبيل أهل الحق فيدخلون فيه، وهؤلاء يدخلون الجنة باعمال حسنة، وباجتناب المحارم




محب الدين الموسوي الحلي




 حكم المسلم المستضعف

-         في معاني الاخبار :  عن أبي خديجة، عن أبي عبد الله عليه السلام قي قوله عزوجل: " إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا " فقال: لا يستطيعون حيلة إلى النصب فينصبون، ولا يهتدون سبيل أهل الحق فيدخلون فيه، وهؤلاء يدخلون الجنة باعمال حسنة، وباجتناب المحارم التي نهى الله عزوجل عنها، ولا ينالون منازل الابرار.

-         الكافي   عن إسماعيل الجعفي قال: سألت أبا جععر عليه السلام عن الدين الذي لا يسع العباد جهله، فقال: الدين واسع ولكن الخوارج ضيقوا على أنفسهم من جهلهم، قلت: جعلت فداك فاحدثك بديني الذي أنا عليه؟ فقال: بلى، فقلت: أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله والاقرار بما جاء من عند الله وأتولاكم وأبرء من عدوكم ومن ركب رقابكم وتأمر عليكم وظلمكم حقكم، فقال: ما جهلت شيئا هو والله الذي نحن عليه، قلت: فهل سلم أحد لايعرف هذا الامر؟ فقال: لا إلا المستضعفين، قلت من هم؟ قال: نساؤكم وأولادكم.   اقول للرواية تتمتة سنتكلم عنها لاحقا لا تضر بظهور الرواية في المطلوب كما ان ذكر النساء هنا يراد البله منهن فعن الكافي زرارة قال: قلت لابي جعفر (ع) إني أخشى أن لايحل لي أن أتزوج من لم يكن على أمري فقال: مايمنعك من البله من السناء؟ قلت: وما البله؟ قال: هن المستضعفات من اللاتي لا ينصبن ولا يعرفن ما أنتم عليه. و الكافي عن حمران ابن أعين قال: كان بعض أهله يريد التزويج فلم يجد امرأة مسلمة موافقة فذكرت ذلك لابي عبدالله (ع) فقال: أين أنت من البله الذين لايعرفون شيئا.


و على هذا التفصيل تحمل الروايات المطلقة فما دل على كفاية عدم النصب في المستضعف تحمل على القاصر الذي لم تصله الحجة او لم يميزها او يدركها كما يجب و ما دل على كفاية معرفة الاختلاف في الخروج من اسم المستضعف تحمل على وصول الحجة. وهو صريح رواية  الكافي عن علي بن سويد ، عن أبي الحسن موسى ( عليه السلام ) قال : سألته عن الضعفاء ، فكتب إلي :  الضعيف من لم ترفع إليه حجة ولم يعرف الاختلاف ، فإذا عرف الاختلاف فليس بمستضعف"



الروايات المطلقة الدالة على كفاية عدم النصب في اسم المستضعف

 
-         المحاسن: زرارة، قال: سئل أبو عبد الله عليه السلام وأنا جالس عن قول الله: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " يجري لهؤلاء ممن لا يعرف منهم هذا الامر ؟ فقال: لا إنما هذه للمؤمنين خاصة، قلت له: أصلحك الله، أرايت من صام وصلى واجتنب المحارم وحسن ورعه ممن لا يعرف ولا ينصب، فقال: إن الله يدخل اولئك الجنة. اقول  تحمل عدم المعرفة هنا على من لم تصله الحجة او لم يميزها.

-         تفسير القمي:  ضريس الكناسي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك ما حال الموحدين المقرين بنبوة محمد صلى الله عليه وآله من المسلمين المذنبين الذين يموتون وليس لهم إمام، ولا يعرفون ولايتكم ؟ فقال: أما هؤلاء فإنهم في حفرهم لا يخرجون منها فمن كان له عمل صالح ولم يظهر منه عداوة فانه يخد له خدا إلى الجنة التي خلقها الله بالمغرب فيدخل عليه الروح في حفرته إلى يوم القيامة حتى يلقى الله فيحاسبه بحسناته وسيئاته فإما إلى الجنة، وإما إلى النار، فهؤلاء الموقوفون لامر الله. قال عليه السلام: وكذلك يفعل بالمستضعفين والبله والاطفال وأولاد المسلمين، الذين لم يبلغوا الحلم. وأما النصاب من أهل القبلة فانهم يخد لهم خدا إلى النار التي خلقها الله في المشرق.  اقول هذه كسابقتها.


-         الخصال:    محمد بن الفضيل الزرقي، عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جده، عن علي عليهم السلام قال: إن للجنة ثمانية أبواب: باب يدخل منه النبيون و الصديقون- الى ان قال-  وباب يدخل منه سائر المسلمين ممن يشهد أن لاإله إلا الله ولم يكن في قلبه مقدار ذرة من بغضنا أهل البيت.  اقول شموله لغير العالم بالاختلاف ظاهر. اقول الكلام هنا كما تقدم.


-         معاني الاخبار:   الصباح بن سيابة، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن الرجل ليحبكم وما يدري ما تقولون فيدخله الله الجنة، وإن الرجل ليغضكم وما يدري ما تقولون فيدخله الله النار. اقول هذه ظاهر في عدم المعرفة بالاختلاف.

-          معاني الاخبار:   عبد الغفار الجازي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن المستضعفين ضروب يخالف بعضهم بعضا، ومن لم يكن من أهل القبله ناصبا فهو مستضعف. اقول اطلاقها يقيد بما تقدم بانه لا يعرف بالاختلاف او لم يميز الحجة.


-         الكافي و المحاسن و العياشي عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال:   أما لو أن رجلا قام ليله وصام نهاره، و تصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولاية ولي الله، فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته إليه، ما كان له على الله حق في ثوابه، ولا كان من أهل الايمان ثم قال: اولئك المحسن منهم يدخله الله الجنة بفضل رحمته .  اقول هذه الرواية من اقوى الروايات من حيث الصدور و اما احتمال ان المراد بـ (اولئك المحسن منهم) اهل الولاية فبعيد و باقي الروايات تفسره بانه المخالف. اقول القول فيها كما في سابقتها.

-         و اما ما عن كتاب سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ان الحق والله معي يا ابن قيس كما أقول، وما هلك من الامة إلا الناصبين والمكابرين والجاحدين والمعاندين، فأما من تمسك بالتوحيد، والاقرار بمحمد والاسلام، ولم يخرج من الملة، ولم يظاهر علينا الظلمة، ولم ينصب لنا العداوة، وشك في الخلافة ولم يعرف أهلها وولاتها، ولم يعرف لنا ولاية، ولم ينصب لنا عداوة، فان ذلك مسلم مستضعف يرجى له رحمة الله ويتخوف عليه ذنوبه. فمن حيث انها صدرت في زمن امير المؤمنين عليه السلام فيحمل الشك هنا على عدم تميز الحجة و ادراكها وهو مقتضى الحمل على ما تقدم و الا فالرواية من المتشابه الذي يرد علمها الى اهلها.


  الرواية الدالة على كفاية المعرفة بالاختلاف في الخروج عن اسم المستضعف


-         الكافي : سفيان بن السمط البجلي قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : ما تقول في المستضعفين فقال لي شبيها بالفزع : فتركتم أحدا يكون مستضعفا وأين المستضعفون ؟ فوالله لقد مشى بأمركم  هذا العواتق إلى العواتق في خدورهن وتحدث به السقايات في طريق  المدينة . اقول اطلاقها يقيد بما دل على وصول الحجة.
-         المحاسن:   أبي بصير، عن أبي عبدالله(عليه السلام) قال: من عرف إختلاف الناس فليس بمستضعف. اقول الكلام فيها كسابقتها.





مسألة: في نهاية رواية الكافي  المتقدمة عن إسماعيل الجعفي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الدين الذي لا يسع العباد جهله، - الى قال-  قلت من هم؟ قال: نساؤكم وأولادكم. ثم قال: أرأيت أم أيمن؟ فإني أشهد أنها من أهل الجنة وما كانت تعرف ما أنتم عليه.  اقول هذا الجزء (أرأيت أم أيمن؟ فإني أشهد أنها من أهل الجنة وما كانت تعرف ما أنتم عليه.  )  من المتشابه الذي يردّ علمه الى اهله لانه خلاف الدلائل الكثيرة على ان ام ايمن من اهل المعرفة :

ففي كامل الزيارات بسنده عن  قدامة بن زايدة، عن أبيه قال: قال علي بن الحسين عليهما السلام عن عمته زينب بنت علي عن ام ايمن انها قالت في حديث قال رسول الله صلى الله عليه و اله لاهل البيت عليهم السلام (هبط علي جبرئيل فقال يا محمد إن الله تبارك وتعالى اطلع على ما في نفسك وعرف سرورك بأخيك وابنتك وسبطيك، فأكمل لك النعمة، وهناك العطية بأن جعلهم وذرياتهم ومحبيهم وشيعتهم معك في الجنة لا يفرق بينك وبينهم يحبون كما تحبى، ويعطون كما تعطى، حتى ترضى وفوق الرضا، على بلوى كثيرة تنالهم في الدنيا ; ومكاره تصيبهم بأيدي أناس ينتحلون ملتك ويزعمون أنهم من أمتك براء من الله ومنك )

  و عن سليم في كتابه عن ابن عباس قال وأقبلت ام أيمن النوبية حاضنة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأم سلمة فقالتا: يا عتيق ! ما أسرع ما أبديتم حسدكم لال محمد ! فأمر بهما عمر أن تخرجا من المسجد، وقال: مالنا وللنساء.)

 و عن الاحتجاج روي أن أم أيمن لما توفيت فاطمة، حلفت أن لا تكون بالمدينة إذ لا تطيق أن تنظر إلى مواضع كانت بها، فخرجت إلى مكة، فلما كانت في بعض الطريق عطشت عطشا شديدا فرفعت يديها قالت: يا رب أنا خادمة فاطمة تقتلني عطشا فأنزل الله عليها دلوا من السماء فشربت فلم تحتج إلى الطعام والشراب سبع سنين وكان الناس يبعثونها في اليوم الشديد الحر فما يصيبها عطش.


امالي الصدوق عن عيسى بن عبد الله العلوي، عن أبيه، عن أبيه، عن جده، عن علي (عليه السلام) قال: جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) يطلبني فقال: أين أخي يا أم أيمن ؟ قالت: ومن أخوك ؟ قال: علي. قالت: يا رسول الله تزوجه ابنتك وهو أخوك، قال: نعم، أما والله يا أم أيمن لقد زوجتها كفوا شريفا وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين.)

 علل الشرائع: عمرو بن أبي المقدام وزياد بن عبد الله عن ابي عبد الله (عليه السلام) فقال :  ان فاطمة عليها السلام أرسلت إلى أم أيمن وكانت أوثق نسائها عندها وفي نفسها فقالت: يا أم أيمن إن نفسي نعيت إلي فادعي لي عليا فدعته لها فلما دخل عليها قالت له: يا ابن العم أريد أن أوصيك بأشياء فاحفظها علي فقال لها: قولي ما أحببت، قالت له: تزوج فلانة تكون مربية لولدي من بعدي مثلي، واعمل نعشا رأيت الملائكة قد صورته لي فقال لها علي: أريني كيف صورته، فأرته ذلك كما وصفت له وكما أمرت به، ثم قالت: فإذا أنا قضيت نحبي فأخرجني من ساعتك أي ساعة كانت من ليل أو نهار، ولا يحضرن من أعداء الله وأعداء رسوله للصلاة علي،)


اقول : الرواية رواها في الكافي  الكافي الكليني - (ج 2 / ص 560) الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن مثنى، عن إسماعيل الجعفي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الدين الذي لا يسع العباد جهله، فقال: الدين واسع(2) ولكن الخوارج ضيقوا على أنفسهم من جهلهم، قلت: جعلت فداك فاحدثك بديني الذي أنا عليه؟ فقال: بلى، فقلت: أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله والاقرار بما جاء من عند الله وأتولاكم وأبرء من عدوكم ومن ركب رقابكم وتأمر عليكم وظلمكم حقكم، فقال: ما جهلت شيئا هو والله الذي نحن عليه، قلت: فهل سلم أحد لايعرف هذا الامر؟ فقال: لاإلا المستضعفين، قلت من هم؟ قال: نساؤكم وأولاد كم ثم قال: أرأيت أم أيمن؟ فإني أشهد أنها من أهل الجنة وما كانت تعرف ما أنتم عليه.  )
و  انا انما استشهدنا بصدر هذه الرواية في محله في بحث حكم المستصعف  فذلك لانه نقي و هذا لا يمنع ان يكون جزء منها غير نقي، وهنا تكمن اهمية الاهتمام بالتفكيك المتني و ليس التعامل مع الروايات ككل اما تقبل كلها او لا تقبل وهذا من ملازات المنهج السندي، اما المنهج المتن و منهج العرض فانا نعرض كل جزء من الروية على الثوابت فما يوافقها ناخذ به و ما لا يوافقها لا ناخذ به. و من هنا صار واضحا جدا انا نعمل بجزء من الرواية و لا نعمل بجزء اخر منها.