من قرة العين التسليم إلينا



محب الدين الموسوي الحلي

يشنع البعض ظلما على اهل التسليم انهم حشوية . لكن حقيقة الامر ليس كذلك بل اهل التسليم اهل دراية، بل ان احتياطهم اكبر لانهم لا يعملون بالظن فيوجبون العلم بالحديث لاجل العمل به وهذه حقيقة يجهلها الكثيرون.
البصائر : جميل بن دراج، عن أبي عبد الله عليه السلام إن من قرة العين التسليم إلينا أن تقولوا لكل ما اختلف عنا أن تردوا إلينا.
السرائر : محمد بن أحمد بن محمد بن زياد، وموسى بن محمد بن علي بن موسى عن أبي الحسن عليه السلام في اختلاف الرواية: فكتب عليه السلام: ما علمتم أنه قولنا فالزموه وما لم تعلموه فردوه إلينا.
البصائر : زيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتدري بما امروا ؟ امروا بمعرفتنا، والرد إلينا، والتسليم لنا.
المحاسن: بعض أصحابنا رفعه قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: كل من تمسك بالعروة
الوثقى فهو ناج. قلت: ما هي ؟ قال: التسليم.
التسليم لا يعني الحشوية والعمل بالاخبار مهما كان حالها، بل التسليم يوجب الدراية التي تصل حد ان يكون الانسان مفهما و محدثا في تمييز الروايات و العلم بان في الروايات محكما و متشابه و ان فيها الحق الذي يعمل به و الظن الذي لا يعمل به. وان فيها ما يجب رده.
الرواية اذا خالفت القران والسنة ردت و اما اذا لم تخالف القران و السنة فهي اما انها بلا معارض فيعمل بها او ان لها معارضا فيؤخذ منهما بالذي هو اشبه وافق بحديثهم عليهم السلام و يتوقف في الاخر.
- و التسليم لا يعني العمل بالظن بل لا بد ان يتضح لك ان هذه الرواية مصدقة و عليها حق ونور .و التسليم بعد العلم و ليس قبله الا انه لا علاقة للسند او العقل بهذا الامر بل هو العرض على الحقائق البينة الثابتة من القران و السنة .فما وافق الثوابت اخذ به و الا لم يؤخذ به. و بهذا يعلم حال كثير من الاشكالات التي توجه لمنهج التسليم.
- فاهل التسليم لا يعملون الا بالعلم و اهل التسليم يوجبون الدراية التي تصل حد ان يكون الانسان مفهما محدثا. فاي منهج هو احق منه او يعلو على هذا؟