محبّ الدين الموسوي الحلي
ان التقسيم الشرعي للمعارف ثنائي دوما فهو اما انه حق و ظن قال تعالى (إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا ) و انه علم و ظن
قال تعالى (مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ) و انه حق و باطل قال تعالى (لِيُحِقَّ
الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ ) و انه حق و ظلال قال تعالى ( فَمَاذَا بَعْدَ
الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ ) و انه حق و كذب قال تعالى (بَلْ أَتَيْنَاهُمْ
بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) و انه حق و هوى قال تعالى (وَلَوِ اتَّبَعَ
الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ ) و انه علم و ليس بعلم قال تعالى (( ولا تقف ما ليس لك به علم ) و انه بين و مشكل قال عليه
السلام ( إنما الامور ثلاثه: أمر بين رشده فيتبع، وأمر
بين غيبه فيجتنب، وأمر مشكل يرد حكمه إلى الله عز وجل وإلى رسوله صلى الله عليه
واله) . و انه بين و شبهات قال عليه السلام ( حلال بين، وحرام بين، وشبهات
تتردد بين ذلك فمن ترك الشبهات نجا من المحرمات، ومن أخذ بالشبهات ارتكب المحرمات وهلك
من حيث لا يعلم.) و قال عليه السلام ( حلال
بيّن ، وحرام بيّن ، وشبهات بين ذلك ، فمن ترك ما اشتبه عليه من الاثم فهو لما
استبان له أترك. ) او انه امر بين و مختلف فيه قال عليه السلام (الأمور ثلاثة: أمر
تبين لك رشده فاتبعه، وأمر تبين لك غيه فاجتنبه، وأمر اختلف فيه فرده إلى الله عز
وجل.) و انه معلوم و غير معلوم قال عليه السلام ( ما علمتم أنه قولنا فالزموه وما لم تعلموه فردوه إلينا.) و انه مشتبه و غير مشتبه قال عليه السلام ( انظروا أمرنا وما جاءكم عنا ، فان
وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به ، وإن لم تجدوه موافقا فردوه ، وإن اشتبه الأمر
عليكم فقفوا عنده ، وردوه إلينا ) و انه
معلوم و غير معلوم قال عليه السلام ( حق
الله على خلقه أن يقولوا بما يعلمون ، ويكفّوا عما لا يعلمون ) و قال عليه السلام
( إن الله تبارك وتعالى حصن عباده بآيتين من كتابه: أن لا يقولوا حتى يعلموا، ولا
يردوا ما لم يعلموا إن الله تبارك وتعالى يقول: ألم يؤخذ عليهم ميثاق الكتاب أن لا
يقولوا على الله إلا الحق. وقال: بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله.
) و قال عليه السلام ( ما علمتم
فقولوا ، وما لم تعلموا فقولوا : الله أعلم ،) و قيل: ما حق الله على العباد ؟ فقال
عليه السلام ( أن يقولوا ما يعلمون ، ويقفوا عند ما لا يعلمون .) و قيل : ما حق الله على خلقه ؟ قال عليه السلام
: أن يقولوا ما يعلمون ، ويكفوا عما لا يعلمون ، فاذا فعلوا ذلك فقد أدوا إلى الله
حقه .) و قال عليه السلام ( لا يسعكم فيما ينزل بكم مما لا تعلمون ، إلا
الكف عنه والتثبت ، والرد إلى أئمة الهدى حتى يحملوكم فيه على القصد ، ويجلو عنكم
فيه العمى )
من
هنا فالمعارف الشرعية من عقائد و احكام و ادلة انما هي اما حقّ بيّن معلوم يعمل به
او ظن مشتبه غير معلوم لا يعمل به، يجب التوقف فيه و ردّه اليهم عليهم السلام.