قال رسول الله صلى الله عليه و اله في امير لمؤمنين عليه السلام ( هو فيكم بمنزلتي فيكم، فقلدوه دينكم )











محب الدين الموسوي الحلي


 التقليد  معناه و حكمه شرعا من روايات اهل البيت عليهم السلام
ورد لفظ ( التقليد) في احاديث اهل البيت عليهم السلام 
ورد لفظ ( التقليد) في احاديث اهل البيت عليهم السلام
1-  الحميري في قرب الاسناد عن ابن عيسىعن البرنظي قال: قلت للرضا عليه السلام: جعلت فداك إن بعض أصحابنا يقولون: نسمع الأمر يحكى عنك وعن آبائك عليهم السلام فنقيس عليه و نعمل به. فقال: سبحان الله ! لا والله ما هذا من دين جعفر، هؤلاء قوم لا حاجة بهم إلينا، قد خرجوا من طاعتنا وصاروا في موضعنا، فأين التقليد الذي كانوا يقلدون جعفرا و أبا جعفر ؟
2- الطبرسي في الاحتجاج عن  سليم عن جماعة منهم عمار و المقداد قالوا قال رسول الله صلى الله عليه و اله في امير المؤمنين عليه السلام ( هو فيكم بمنزلتي فيكم، فقلدوه دينكم وأطيعوه في جميع أموركم.)
3 - محمد بن يعقوب في الكافي عن  محمد بن عبيدة قال : قال لي أبو الحسن ( عليه السلام ) : يا محمد ! أنتم أشد تقليداً ، أم المرجئة ؟ قال : قلت : قلدنا وقلدوا ، فقال : لم أسألك عن هذا ، فلم يكن عندي جواب أكثر من الجواب الأول ،فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إن المرجئة نصبت رجلاً ، لم تفرض طاعته ، وقلدوه ، وإنكم نصبتم رجلا وفرضتم طاعته ، ثم لم تقلدوه فهم أشد منكم تقليد.
4- محمد بن محمد بن النعمان في تصحيح الاعتقاد عن الامام الصادق عليه السلم انه قال ( إياكم والتقليد ، فإنه من قلد في دينه هل إن الله تعالى يقول :اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فلا والله ما صلوا لهم ولا صاموا ، ولكنهم أحلوا لهم حراما، وحرموا عليهم حلالا، فقلدوهم في ذلك، فعبدوهم وهم لا يشعرون )
5- الطبرسي في ( الاحتجاج ) عن أبي محمد العسكري ( عليه السلام )عن للصادق ( عليه السلام ) : ( فمن قلد مثل هؤلاء - اي العلماء الفسقة- فهو مثل اليهود الذين ذمهم الله بالتقليد لفسقة علمائهم ، فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه ، حافظا لدينه ، مخالفا على هواه ، مطيعا لامر مولاه ، فللعوام أن يقلدوه ، وذلك لا يكون إلا بعض فقهاء الشيعة لا كلهم )
6- محمد بن يعقوب في الكافي عن أبي بصير، قال: دخلت ام خالد العبدية على أبي عبد
الله عليه السلام وأنا عنده، فقالت: جعلت فداك، إنه يعتريني قراقر في بطني، وقد وصف
لي أطباء العراق النبيذ بالسويق، وقد وقفت وعرفت كراهتك له، فأحببت أن أسألك عن
 ذلك. فقال لها: وما يمنعك عن شربه ؟ قالت: قد قلدتك ديني فألقى الله عزوجل حين ألقاه فاخبره أن جعفر بن محمد عليه السلام أمرني ونهاني. فقال: يابا محمد ألا تسمع إلى هذه المرأة وهذه المسائل ! لا والله، لا آذن لك في قطرة منه ولا تذوقي منه قطرة، فإنما تندمين إذا بلغت نفسك ههنا - وأومأ بيده إلى حنجرته - يقولها ثلاثا: أفهمت ؟ قالت: نعم ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: ما يبل الميل ينجس حبا من ماء
 - يقولها ثلاثا -.
7- محمد بن محمد بن النعمان في الاختصاص عن مسمع بن عبد الله البصري عن رجل قال: لما بعث علي بن أبي طالب عليه السلام صعصعة بن صوحان إلى الخوارج قالوا له: أرأيت لو كان علي معنا في موضعنا أتكون معه ؟ قال: نعم قالوا: فأنت إذا مقلد عليا دينك ارجع فلا دين لك ! ! فقال لهم صعصعة: ويلكم ألا أقلد من قلد الله فأحسن التقليد - الغرض من المنشور هو بيان ان لفظ التقليد ورد في الروايات 

اقول هذه الروايات منها ما بين معنى التقليد شرعا وهي ناطقة ان  التقليد  في الفروع و الاعمال قبل العقائد. و منها ما بيّن الواجب منه  و الذي يكون للمعصوم عليه السلام و منها ما بين المحرم منه وهو ما يكون لغير المعصوم .و الغريب انا نسمع من يقول ان التقليد لم يرد في دليل لفظي و لم يكن موضوعا لحكم شرعي.
- و اما رواية الاحتجاج و جواز تقليد غير المعصوم فهي رواية مخالفة للمصدق فتكون من المتشابه و حملها العاملي على تقليده في الرواية وهو خلاف الظاهر و الواقع العرفي في زمنهم. فالصحيح التوقف فيها و رد علمها الى اهله.  
اقول و الظاهر ان التقليد هنا هو بمعناه اللغوي و ليس له معنى شرعي خاص.؟
و يؤكده ما عن ام خالد العبدية  انها قالت لابي عبدالله عليه السلام :قد قلدتك دينى فالقى الله عزوجل حين القاه فاخبره ان جعفر بن محمد عليه السلام أمرني ونهاني )  و قالت الخوارج لصعصعة بن صوحان : أرأيت لو كان علي معنا في موضعنا أتكون معه ؟ قال: نعم قالوا: فأنت إذا مقلد عليا دينك ارجع فلا دين لك ! ! فقال لهم صعصعة: ويلكم ألا أقلد من قلد الله فأحسن التقليد فاضطلع بأمر الله صديقا. )

و المعنى اللغوي للتقليد ما في قال في الصحاح القلادَةُ: التي في العنق. وقَلَّدْتُ المرأة فَتَقَلَّدَتْ هي. ومنه التَقليد في الدينِ، و في تاج العروس   وقَلَّدْتُها قِلاَدَةً بالكسر وقِلاداً بحذف الهاءِ : جَعَلْتُهَا في عُنُقِها فتَقَلَّدَت ومنه التَّقْلِيد في الدِّين وتَقْلِيدُ الوُلاةِ الأَعمالَ وهو مَجاز منه أَيضاً تَقْلِيدُ البَدَنَةِ : أَن يَجْعَلَ في عُنقِها شَيْئاً يُعْلَم به أَنَّهَا هَدْيٌ و قال في مجمع البحرين: التقليد في اصطلاح أهل العلم قبول قول الغير من غير دليل، سمي بذلك لأن المقلد يجعل ما يعتقده من قول الغير من حق و باطل قلادة في عنق من قلده. و قال الجرجاني في التعريفات التقليد عبارة عن اتباع الإنسان غيره فيما يقول أو يفعل، معتقداً للحقيقة فيه، من غير نظر وتأمل في الدليل، كأن هذا المتبع، جعل قول الغير أو فعله قلادةً في عنقه.  أقول و المعنى الاصطلاحي هذا هو المعنى العرفي وهو مستل و مأخوذ من المعنى اللغوي.

و لاجل ذكر التقليد في روايات اهل البيت رتب المحدثون عليه اثارا و  بوب  ابوابا بذم التقليد و عدم جوازه. فالنمازي في مستدركه : باب فيه ذمّ تقليد غير الأهل .و العاملي في فصوله  باب عدم جواز تقليد غير المعصوم في الاحكام الشرعية   و في وسائله باب عدم جواز تقليد غير المعصوم ( عليه السلام ) فيما يقول برأيه ، وفيما لا يعمل فيه بنص عنهم ( عليهم السلام ) و النوري في (باب عدم جواز تقليد غير المعصوم (عليه السلام) فيما يقول برأيه ، وفيما لايعمل بنص منهم (عليهم السلام) و الفتال النيسابوريفي روضته باب الكلام في فساد التقليد.