محب الدين الموسوي الحلي
عن جابر، عن أبي جعفر عليه
السلام قال: إن اسم الله الاعظم على ثلاثة وسبعين حرفا، وإنما كان عند آصف منها
حرف واحد فتكلم به فخسف بالارض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده، ثم
عادت الارض كما كانت أسرع من طرفة العين، ونحن عندنا من الاسم الاعظم اثنان وسبعون
حرفا وحرف عند الله استأثر به في علم الغيب عنده ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
و روى الاسم الاعظم عن اهل البيت عليهم السلام جمع غفير بما يفيد
العلم و القطع منهم علي بن محمد النوفلي
و سعد أبو عمر الجلاب و أبو
بصير و ابن بكير و هارون بن الجهم و عبد الصمد بن بشير و عمر بن حنظلة و عمار الساباطي و ابن عباس و وهب
بن وهب القرشي و معاوية بن عمار، و الحسن بن علي بن أبي حمزة و عمر بن توبه و ابو
هاشم الجعفري
و منها ما أحمد بن إسحاق بن مصقلة قال: أمر أبو محمد عليه السلام والدته بالحج في سنة
تسع وخمسين ومائتين وعرفها ما يناله في سنة ستين، ثم سلم الاسم الاعظم والمواريث والسلاح إلى
القائم الصاحب عليه السلام، وخرجت ام أبي محمد إلى مكة.
و لقد ورد في تلك الروايات علاقة الاسم الاعظم بالقران و يصدقه ما عن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي الحسن الاول عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك
أخبرني عن النبي صلى الله عليه وآله ورث النبيين كلهم ؟ قال: نعم، قلت: من لدن آدم
حتى انتهى إلى نفسه ؟ قال: ما بعث الله نبيا إلا ومحمد صلى الله عليه وآله أعلم
منه - الى ان قال- وإن الله يقول في كتابه: " ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو
قطعت به الارض أو كلم به الموتى " وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير
به الجبال، وتقطع به البلدان وتحيى به الموتى.
هذا و قد جاء عن سلمان
الفارسي رضي الله عنه قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: يا سلمان الويل كل
الويل لمن لا يعرفنا حق معرفتنا وأنكر فضلنا، يا سلمان أيما أفضل ؟ محمد صلى الله
عليه وآله أم سليمان بن داود ؟ قال سلمان: بل محمد صلى الله عليه وآله، قال: يا
سلمان فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من فارس في طرفة عين وعنده علم من
الكتاب، ولا أفعل أضعاف ذلك وعندي علم ألف كتاب أنزل الله على شيث بن آدم عليهما
السلام خمسين صحيفة، وعلى إدريس النبي صلى الله عليه وآله ثلاثين صحيفة، وعلى
إبراهيم الخليل عليه السلام عشرين صحيفة، والتوراة والانجيل والزبور والفرقان،
فقلت: صدقت يا سيدي. فقال عليه السلام: اعلم يا سلمان إن الشاك في أمرنا وعلومنا
كالممتري في معرفتنا وحقوقنا، وقد فرض ولايتنا في كتابه في غير موضع وبين فيه ما
وجب العمل به وهو غير مكشوف.