إن الله عزوجل فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفهسم بضعفة الناس.







محب الدين الموسوي الحلي



باب:  إن الله عزوجل فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفهسم بضعفة الناس.

الاحاديث
الكافي: جابر العبدي قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: إن الله جعلني إماما لخلقه، ففرض علي التقدير في نفسي ومطعمي ومشربي وملبسي كضعفاء الناس، كي يقتدي الفقير بفقري ولا يطغى الغني غناه.
 الكافي : المعلى ابن خنيس قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام يوما: جعلت فداك ذكرت آل فلان وما هم فيه من النعيم فقلت: لو كان هذا إليكم لعشنا معكم، فقال: هيهات يا معلى أما والله أن لو كان ذاك ما كان إلا سياسة الليل وسياحة النهار ولبس الخشن وأكل الجشب.
  الكافي :   بأسانيد مختلفة في احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام على عاصم بن زياد حين لبس العباء وترك الملاء وشكاه أخوه الربيع بن زياد إلى أمير المؤمنين عليه السلام أنه قد غم أهله وأحزن ولده بذلك، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: علي بعاصم بن زياد، فجيئ به فلما رآه عبس في وجهه، فقال له: أما استحييت من أهلك؟ أما رحمت ولدك؟ أترى الله أحل لك الطيبات وهو يكره أخذك منها، أنت أهون على الله من ذلك، أوليس الله يقول: " والارض وضعها للانام * فيها فاكهة والنخل ذات الاكمام " أوليس [الله] يقول: " مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان - إلى قوله - يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان " فبالله لابتذال نعم الله بالفعال أحب إليه من ابتذالها بالمقال، وقد قال الله عزوجل: " وأما بنعمة ربك فحدث " فقال: عاصم يا أمير المؤمنين فعلى ما اقتصرت في مطعمك على الجشوبة وفي ملبسك على الخشونة؟ فقال: ويحك إن الله عزوجل فرض على أئمة العدل أن يقدروا أنفهسم بضعفة الناس كيلا يتبيغ بالفقير فقره، فألقى عاصم بن زياد العباء ولبس الملاء.
النهج: عن امير المؤمنين عليه السلام : ألا وإن إمامكم قد اكتفى من دنياه بطمريه، ومن طعمه بقرصيه . ألا وإنكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد.
مكارم الاخلاق عنه باسناده عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلام يقول: والله لئن صرت إلى هذه الامر لآكلن الخبيث بعد الطيب ولالبسن الخشن بعد اللين ).



فوائد
الاولى: بعرض الحديث على  المعارف الحقة الثابت فان هذا الحديث مفيد للعلم ان ذلك كان من سيرة امير المؤمنين عليه السلام.
الثانية : من خلال الفاظ الحديث و بعرضه على المعارف الحقة الثابتة  يفيد ان ذلك يتأكد على من يلي الحكم منهم عليهم السلام  كما في المضامين التالية:
 (  والله لئن صرت إلى هذه الامر لآكلن الخبيث بعد الطيب ولالبسن الخشن بعد اللين )
(   لو كان ذاك ما كان إلا سياسة الليل وسياحة النهار ولبس الخشن وأكل الجشب)
( غير أن قائمنا أهل البيت عليهم السلام إذا قام لبس ثياب علي عليه السلام وسار بسيرة علي عليه السلام.)
الثالثة: وردت روايات باستحباب التجمل في موارد منها  اتساع الزمن او اظهار النعمة او عدم الشهرة:
 الكافي  : حماد بن عثمان قال: حضرت أبا عبدالله وقال له رجل: أصلحك الله ذكرت أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان يلبس الخشن، يلبس القميص بأربعة دراهم وما أشبه ذلك ونرى عليك اللباس الجديد، فقال له: إن علي بن أبي طالب عليه السلام كان يلبس ذلك في زمان لا ينكر [عليه] ولو لبس مثل ذلك اليوم شهر به، فخير لباس كل زمان لباس أهله، غير أن قائمنا أهل البيت عليهم السلام إذا قام لبس ثياب علي عليه السلام وسار بسيرة علي عليه السلام.
 الكافي عن معلى بن خنيس ، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) في لباس علي عليه السلام : ثم قال : هذا اللباس الذي ينبغي للمسلمين أن يلبسوه : قال أبو عبدالله ( عليه السلام ) : ولكن لا تقدرون أن تلبسوها هذا اليوم ولو فعلنا لقالوا : مجنون ، ولقالوا : مرائي .
مكارم الاخلاق محمد بن عيسى قال: أخبرني من أخبر عنه أنه قال: إن أهل الضعف من موالي يحبون أن أجلس على اللبود، وألبس الخشن، وليس يتحمل الزمان ذلك.
مكارم الاخلاق عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : بينا أنا في الطواف إذا رجل يجذب ثوبي ، فالتفت فإذا عباد البصري ، فقال : يا جعفر بن محمد تلبس مثل هذا الثوب وأنت في الموضع الذي أنت فيه من علي ( عليه السلام ) . قال : فقلت له : ويلك هذا الثوب قوهي اشتريته بدينار وكسر وكان علي ( عليه السلام ) في زمان يستقيم له ما لبس فيه ولو لبست مثل ذلك اللباس في زماننا هذا لقال الناس : هذا مراء.
الإمام الصادق (عليه السلام) - لعبيد بن زياد -: إظهار النعمة أحب إلى الله من صيانتها، فإياك أن تتزين إلا في أحسن زي قومك. قال: فما رئي عبيد إلا في أحسن زي قومه حتى مات .
 مكارم الاخلاق  باسناده عن أبي الخراش المهدي قال: مربنا بالبصرة مولى الرضا عليه السلام يقال له: عبيد فقال: دخل قوم من أهل خراسان على أبي الحسن عليه السلام فقالوا له: إن الناس قد أنكروا عليك هذا اللباس الذي تلبسه: قال: فقال لهم: إن يوسف بن يعقوب عليه السلام كان نبيا ابن نبى وابن نبي وكان يلبس الديباج ويتزر بالذهب ويجلس مجالس آل فرعون، فلم يضعه ذلك وإنما يذم لو احتيج منه إلى قسطه، وإنما على الامام أنه إذا حكم عدل، وإذا وعدو في، وإذا حدث صدق، وإنما حرم الله الحرام بعينه ما قل منه وما كثر، وأحل الله الحلال بعينه ما قل منه وما كثر.
مكارم الأخلاق الطبرسي عن سفيان الثوري   قال : قلت لابي عبد الله ( عليه السلام ) : أن تروي أن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كان يلبس الخشن وأنت تلبس القوهي والمروي ! قال : ويحك إن علي بن أبي طالب كان في زمان ضيق ، فإذا اتسع الزمان فأبرار الزمان أولى به .
الكافي :   ابن القداح قال: كان أبو عبد الله عليه السلام متكئا علي أو قال على أبي، فلقيه عباد بن كثير، وعليه ثياب مروية حسان فقال: يا أبا عبد الله إنك من أهل بيت نبوة، وكان أبوك وكان فما هذه المزينة عليك ؟ فلو لبست دون هذه الثياب ؟ فقال له أبو عبد الله عليه السلام ويلك يا عباد " من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق " إن الله عز وجل إذا أنعم على عبد نعمة، أحب أن يراها عليه، ليس به بأس، ويلك يا عباد إنما أنا بضعة من رسول الله صلى الله عليه وآله فلا تؤذني، وكان عباد يلبس ثوبين قطويين )

المكارم  عن أبي خداش المهري  قال: مر بنا بالبصرة مولى للرضا عليه السلام يقال له عبيد فقال دخل قوم من أهل خراسان على أبي الحسن عليه السلام فقال له: إن الناس قد أنكروا عليك هذا اللباس الذي تلبسه، قال: فقال لهم: إن يوسف بن يعقوب كان نبيا " ابن نبي ابن نبي، وكان يلبس الديباج، ويتزرر بالذهب، ويجلس مجالس آل فرعون، فلم يضعه ذلك، وإنما يذم لو احتيج منه إلى قسطه، وإنما على الامام أنه إذا حكم عدل وإذا وعد وفى، وإذا حدث صدق، وإنما حرم الله الحرام بعينه ما قل منه وما كثر، وأحل الله الحلال بعينه ما قل منه وما كثر .

مكارم الاخلاق  ان ابا الحسن عليه السلام قال لأحمد بن محمد بن أبي نصر -: ما تقول في اللباس الخشن ؟ فقلت: بلغني أن الحسن كان يلبس، وأن جعفر بن محمد (عليه السلام) كان يأخذ الثوب الجديد فيأمر به فيغمس في الماء. فقال لي: البس وتجمل فإن علي بن الحسين (عليه السلام) كان يلبس الجبة الخز بخمسمائة درهم، والمطرف الخز بخمسين دينارا فيشتى فيه، فإذا خرج الشتاء باعه وتصدق بثمنه، وتلا هذه الآية * (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق)