لا يخطئ في الجواب، ولا يسهو ولا ينسى




محب الدين الموسوي الحلي




عن الصادق عليه السلام، عن أمير المؤمنين عليه السلام في بيان صفات الامام قال: " فمنها أن يعلم الامام المتولي عليه أنه معصوم من الذنوب كلها صغيرها وكبيرها، لا يزل في الفتيا ولا يخطئ في الجواب، ولا يسهو ولا ينسى، ولا يلهو بشئ  من أمر الدنيا - وساق الحديث الطويل إلى ان قال: - وعدلوا عن أخذ الاحكام من أهلها ممن فرض الله طاعتهم  ممن لا يزل ولا يخطئ ولا ينسى 

 عن الرضا عليه السلام في وصف الامام " فهو معصوم مؤيد موفق مسدد قد أمن من الخطاء والزلل والعثار.

 زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام هل سجد رسول الله صلى الله عليه وآله سجدتي السهو قط ؟ فقال: لا ولا يسجدهما فقيه.

 المفضل، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يا مفضل إن الله تبارك وتعالى جعل للنبي صلى الله عليه وآله خمسة أرواح: روح الحياة، فيه دب ودرج، وروح القوة فيه نهض وجاهد، وروح الشهوة فيه أكل وشرب وأتى النساء من الحلال، وروح الايمان فيه أمر وعدل، وروح القدس فيه حمل النبوة، فإذا قبض النبي صلى الله عليه وآله انتقل روح القدس، فصار في الامام، وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يسهو، والاربعة الارواح تنام وتلهو وتغفل وتسهو، وروح القدس ثابت يرى به ما في شرق الارض وغربها وبرها وبحرها، قلت: جعلت فداك يتناول الامام ما ببغداد بيده ؟ قال: نعم وما دون العرش . قال في البحار: سيأتي أخبار كثيرة في أن روح القدس لا يلهو ولا يسهو ولا يلعب.

 جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن علم العالم، فقال: يا جابر إن في الانبياء والاصياء
خمسة أرواح: روح القدس، وروح الايمان، وروح الحياة وروح القوة، وروح الشهوة، فبروح القدس يا جابر عرفوا  ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى، ثم قال: يا جابر إن هذا الارواح يصيبها الحدثان إلا أن روح القدس  لا يلهو ولا يلعب

زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إنا معاشر الأنبياء تنام عيوننا ولا تنام قلوبنا، ونرى من خلفنا كما نرى بين أيدينا.


و عن صاحب الامر عليه السلام ( قلوبنا أوعية لمشية الله، فإذا شاء شئنا، والله )


عن الصادق عليه السلام إن الله تبارك وتعالى خلقنا من نور عظمته وصنعنا برحمته

قال أمير المؤمنين عليه السلام: اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين كيف ينظر بنور الله عزوجل ؟ قال عليه السلام: لانا خلقنا من نور الله وخلق شيعتنا من شعاع نورنا،

قال أبو عبد الله عليه السلام: نحن والله، خلقنا من نور جنب الله.

 الجواد عليه السلام قال الحمد لله الذي خلقنا من نوره .

 و عن احدهما عليهما السلام " فإذا افضيت إليه الامور رفع له عمود من نور يرى به أعمال الخلائق

و عن الصادق عليه السلام فإذا وضعته رفع له عمود من نور فيما بين السماء والارض،

اقول اجمال روح القدس في رواية قد شرح كما في رواية جابر ( لا يلعب و لا يلهو) وهذا مختزل و المفصل هو رواية المفضل ( لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يسهو ).

روايات اخرى تثبت السهو هي من المتشابه
العيون عن الهروي قال: قلت للرضا عليه السلام: يا ابن رسول الله إن في الكوفة  قوما يزعمون أن النبي صلى الله عليه وآله لم يقع عليه السهو في صلاته، فقال: كذبوا لعنهم الله إن الذي لا يسهو هو الله لا إله إلا هو.  السرائر عن الفضيل قال: ذكرت لابي عبد الله عليه السلام السهو فقال: وينفلت من ذلك أحد ؟ ربما أقعدت الخادم خلفي يحفظ علي صلاتي. 
في عيون الاخبار عن الرضا عليه السلام قال : ان الله لا يسهو ولا ينسى ، وانما ينسى و يسهو المخلوق والمحدث .
التهذيب:  عن الحضرمي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن رسول الله صلى الله عليه وآله سها فسلم في ركعتين، ثم ذكر حديث ذي الشمالين، فقال: ثم قام فأضاف إليها ركعتين.

قال الشيخ العاملي رحمه الله تعالى:   ذكر السهو في هذا الحديث وأمثاله محمول على التقية في الرواية كما أشار إليه الشيخ وغيره لكثرة الادلة العقلية والنقلية على استحالة السهو عليه مطلقا ، وقد حققنا ذلك في رسالة مفردة وذكرنا لذلك محامل متعددة.
- اقول اخبار السهو موافقة للعامة بل بعضها اخبارهم كما انها مخالفة  للمصدق بالقران و السنة بعصمة الانبياء و الائمة عصمة تصل الى عوالم النور و الذر و ما قبل الخلق، هذا و وجدت جميع الروايات و الاصحاب متفقين على تأييد االنباهل البيت عليهم السلام بروح القدوس  و لا احد يرد ان روح القدس لا يسهو.

 - و من هنا يعلم ما في قول الصدوق رحمه الله في الفقيه: ان جميع الاحوال المشتركة يقع على النبي صلى الله عليه وآله فيها ما يقع على غيره.  كما  انه قد روى في العلل و العيون: إن الامام مؤيد بروح القدس، وبينه وبين الله عزوجل عمود من نور يرى فيه أعمال العباد. ) و قد عرفت ان روح القدس لا يسهو.  و لقد قال رحمه الله تعالى: ولو جاز أن يرد الاخبار الواردة في هذا المعنى لجاز أن يرد جميع الاخبار، وفي ردها إبطال الدين والشريعة، و فيه ان  هذه الروايات لا ترد بمعنى انكار صدورها و انما تحمل على انها وردت تقية او نتعبد بعدم حجيتها لموافقتها العامة و عدم موافقتها للثوابت الدينية. 


- اقول الغرض من المقال الاستدلال بالروايات على عدم السهو و الا فان عدم السهو ثابت من دين الشيعة الا ان الاكثر يستدل عليه بالعقل و ادلة علم الكلام . قال في البحار أن أصحابنا الامامية أجمعوا على عصمة الانبياء والائمة صلوات الله عليهم من الذنوب الصغيرة والكبيرة عمدا وخطا ونسيانا قبل النبوة والامامة و بعدهما بل من وقت ولادتهم إلى أن يلقوا الله تعالى، ولم يخالف في ذلك إلا الصدوق محمد بن بابويه وشيخه ابن الوليد قدس الله روحهما فإنهما جوز الاسهاء من الله تعالى لا السهو الذي يكون من الشيطان في غير ما يتعلق بالتبليغ وبيان الاحكام وقالوا: إن خروجهما لا يخل بالاجماع لكونهما معروفي النسب. وأما السهو في غير ما يتعلق بالواجبات والمحرمات كالمباحات والمكروهات فظاهر أكثر أصحابنا أيضا تحقق الاجماع على عدم صدوره عنهم-  الى ان قال-  وبالجملة المسألة في غاية الاشكال لدلالة كثير من الاخبار والايات على صدور السهو عنهم عليهم السلام، وإطباق الاصحاب إلا من شذ منهم على عدم الجواز مع شهادة بعض الايات والاخبار و الدلائل الكلامية عليه.

اقول  من يرتبادر اليه خلاف ذلك فيكفيه ان يعلم ان الشيعة متفقون قولا و رواية و بلا خلاف ان الامام عليه السلام مؤيد بروح القدس. و من يعرف صفات روح القدس فانه لن يشك بانّ الامام لا يجوز عليه السهوو لا النيسان بل ولا اقل من ذلك.
- قال الصدوق في الاعتقادات :  واعتقادنا في الانبياء والرسل والائمة عليهم السلام أن فيهم خمسة أرواح: روح القدس، وروح الايمان وروح القوة، وروح الشهوة، وروح المدرج.
-  اقول في رواية المفصل ( فإذا قبض النبي صلى الله عليه وآله انتقل روح القدس، فصار في الامام، وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يسهو.) 
و قال الصدوق في الاعتقادات ايضا: وأما قوله تعالى: (ويسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربي) فإنه خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل، كان مع رسول الله والأئمة - عليهم السلام -ومع الملائكة، وهو من الملكوت.

و روى في الكافي عن أبى بصير قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : " يسئلونك عن الروح قل الروح من أمر ربى " قال : خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل لم يكن مع احد ، ممن مضى غير محمد صلى الله عليه واله ، وهو مع الائمة يسددهم ، وليس كلما طلب وجد .